نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية د. سليم الصايغ في إطلاق الماكينة
الانتخابية في عكار:
24-05-2009
"إنها الفرصة الأخيرة لتقولوا لا"
لا للإشراك في السيادة، نعم للمشاركة في الوطن
لا للمحاصصة الثلاثية
الأبعاد، نعم للمشاركة المحقة
لا لمقاومة تجعل نفسها الغاية ولبنان الوسيلة، بدل العكس
لا لمقولة أن أكثرية في مجلس النواب تحكم، بل أن رئيس الجمهورية هو الحاكم
والحكم
في لقاء بمناسبة إطلاق الماكينة الانتخابية في إقليم عكار الكتائبي، ظهر
الأحد 24 أيار، أطلق نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية د. سليم الصايغ خطابا مدويا
أمام حشد ضخم من الكتائبيين والأصدقاء جاء فيه:
"جئتكم لأعلن بأن موسم القطاف قد بدأ والفضل يعود لمن جاء قبلي، وهم
كثر، نفلح الأرض والقلب والعقل ونزرع بذارا تزهر اليوم غلالا وفيرة.
إنه زمن الحصاد، به نقهر الفقر وندحر الحرمان ونقهقر الباطل.
إن حصادنا انتصار، إن حصادنا استقرار، إن حصادنا استقرار، إن حصادنا
ازدهار، وهذا "مشروع ومش شعار".
إن فعل إيماننا هوممارسة ووعد. والوعد بأفضل حياة وأكرم عيش وأرغد غد.
يبدأ هنا مشروعنا في أرضنا، من بيتنا ولا يكتمل إلا عندما يعمَ الوطن كله.
ووعدنا ليس رهانا كما يحاول أن يسوق بعض أركان حزب الله، نحن نتكل على أنفسنا بعد
الله، وعلى جيشنا ونفتخر أن لنا صداقات تأتي لجيشنا بمساعدات لتقويته. فبالله
عليكم علامَ تريدوننا أن نتكل أو نراهن أو من تريدوننا أن نفضل؟ بكل الأحوال ما
عدنا نصدق وعودكم: يوم قلتم أن لبنان لن يكون "هانوي" من أجل المزارع
وكان لبنان "هانوي"، بسبب سوء تقديركم للموقف باعترافكم. وقلتم أن
السلاح ليس للداخل وكان السلاح في الداخل.
فيوما تعتذرون وتعجلون بالنسيان ويوما آخر تعتبرون 7 أيار يوما مجيدا بالمقاومة
التي بها تقودون. أطمئنكم على الجيش اللبناني، فهو القادر على حماية لبنان لأن
أبناءه من هذه الأرض الطيبة المحبة السخية المقدسة ألف مرة.
إن جيشنا قادر وهو لا يستأذن أحدا وهو ليس بحاجة الى شهادة حسن سلوك من هذا
أو ذاك مهما علا شأنه، خاصة من الذي
منعه من الانتشار جنوبا لسنوات بحجة أنه سيكون درعا لإسرائيل. فهل هو اليوم درعا
لإسرائيل؟
ومن الذي رسم له خطوطا حمراء في "نهر البارد" بحجة المحافظة على
القضية الفلسطينية ووحدة الجيش، فهل تحوَل بعدها الفلسطينيون ضد لبنان؟ وهل انقسم
الجيش؟ ومن الذي ضرب بنيرانه عنفوان جنوده وظباطه في الشياح، فهل يقبل بنشر
التحقيق الذي يدل على الفاعل والمجرم والضحية؟ ومن الذي منع طيرانه الحربي من
التحليق في أجواء جزين وقتل الظابط سامر
حنا، فهل من تحقيق يُعلن واعتذار يُنشَر؟ ومن الذي عرف على الأقل بهروب قتلة ظباطه
وجنوده في رياق، فهل من يطالب كيف هرب القتلة ومن سهَل عملية الاختفاء والانتقال
وكُشِفَ الوجود في تركيا؟ ولماذا لم يسلَم القاتل حتى الآن يعني قبل الانتخابات
لتُكشَف الحقيقة كما هي؟ إن فاقد الشيء لا يعطيه وشهادة حسن السلوك مردودة الى
أصحابها. إن الجيش القادر وشهادة حسن سلوكه هي شهادة شهدائه الأبرار تكرِسها
قيادته وتؤلقها عطاءاته اليومية وتضيئها
شموع المؤمنين الأحرار في وطني لبنان.
إن الجيش، والجيش وحده، هو الضامن لسيادة واستقلال لبنان وكل إشراك في
السيادة هو إشراك مرفوض لا يكون إلا ضد الوطن وعلى حساب وحدته. فنحن مع الشراكة في
الوطن ولكننا ضد الإشراك في السيادة. فإذا كانت المقاومة روحا وعنفوانا وذهنية
وطباعا مميزة للبنان، فنحن لا نقبل أن يسبقنا أحد في زرع وتعزيز وتطوير وتفعيل هذه
الروح والذهنية والطباع.
وإذا كانت المقاومة هي تعبيرا عن قضية الحرية فهي بتالتأكيد جزء من مشروعنا
منذ وجودنا في لبنان، لا بل هي مبرر وجود لبنان في ذاته وغايته.
وإذا كانت المقاومة تأكيدا ثقافيا منفتحا على كل الثقافات على اختلافها فهي
حتما نمط حياتنا ونهج مسيرتنا ومنهجية تفكيرنا.
بالله عليكم لا يزايدنَ علينا أحد بالمقاومة
التي نفهمها حرية وروحا وذهنية وفصولا وطباعا وطنية وثقافية واجتماعية. أما إذا
أردتموها مقاومة إسلامية بالإسم، مذهبية بالواقع لترسيخ الشيعية السياسية في
المعادلة اللبنانية، فهذه مقاومة مرفوضة.
وإذا أردتموها ضابطا للانتظام في الصف الواحد فلا تنوع ولا تعدد، بل تصلُب وهيمنة فهي مقاومة مرفوضة مئة مرة.
وإذا اردتموها أداة لاستبدال المشاركة المحقة بالمحاصصة الثلاثية الأبعاد
شكلا ومضمونا، فهي مقاومة مرفوضة ألف مرة.
وإذا أردتموها أداة أعظم من الغاية وهي وطني لبنان، بحيث يصبح معكم لبنان
الوسيلة والمحافظة على المقاومة هي الغاية، فهذه المقاومة مرفوضة عشرة آلاف مرة.
وإذا أردتم المقاومة أنغلاقا وأحادية واصطفافا أعمى حول المقدِس الذي
تحددونه بحسب الظروف من قلب الحكومة، الى السلاح في وسط بيروت، الى قطع الطرقات
والتهويل والوعيد وغيره، ونحن نفتش عن المقدَس في كل ذلك ولا نراه. إذ نحن نقول أن
المقدس الوحيد في السياسة عندنا هو الحفاظ على لبنان، لبنان أولا، على جيش لبنان،
على وحدة لبنان، الحفاظ على شعب لبنان،
وكل ما هو غير ذلك فهو لدينا غريبا عن المقدس.
وكل ما ينتج عنه بإسم المقدَس ولو كان عنوانه مقاومة تتحول معارضة بحسب
الظروف، هذه مقاومة مرفوضة لدينا مئة ألف وألف ألف مرة.
أما بعد أيها الإخوان، جئت أطلب إليكم أن تفكروا جيدا لكي تختاروا وأن
تقولوا لأولئك المترددين أنها قد تكون المرة الأخيرة التي تستطيعون أن تقولوا فيها
"لا" لكل ما لا ترغبونه لأنهم إذا صوتوا لصالح قوة الأمر الواقع ستبتلع
هذه القوة الشرعية وتصادر مساحة الحرية الضرورية لممارسة الديمقراطية، فتصبح هذه
بحكم المُصادَرة شرعا، كما تواتر عن يقين إلينا.
وفي محاولة لتبرئة نفسه من محاولة الهجوم على
الرئاسة، قال أحد قادة المعارضة أنه يستطيع أن يحكم من مجلس النواب إذا حصل على
الأكثرية، وهذا عذر أقبح من ذنب. كيف تطالبون أيها المعارضون المسيحيون بتعزيز
صلاحيات الرئيس وتقولون انكم ستحكمون من مجلس النواب؟ إن مجلس النواب لا يحكم، بل
الرئيس، رئيس الجمهورية، هو الحاكم على راس السلطة التنفيذية ونحن نطالب بأكبر دور
ممكن له لكي يتمكن من تنفي خطاب القسم، ورئيس الجمهورية لا يكون فقط الضامن
للوحدة الوطنية ولتداول السلطة بل الضامن أيضا في القضايا المصيرية والراعي لهواجس
المعارضة فيها.
إن الرئيس هو الرئيس القادر على المبادرة من خلال موقعه ومن خلال الحكومة
فتكون هذه على صورته ومنسجمة معه وفاعلة ومتفاعلة معه بفعالية وحسن أداء.
أيها الإخوان، قال بعضهم أن الثورة قد انتهت ونحن نقول أنها ما زالت في
بداياتها، إنها ثورة وطنية سياسية ثقافية إجتماعية، وهي تتقدم في العمق في مسارات
متعددة ومتداخلة.
على عتبة الانتخابات، علينا أن نشعل نار التحرر، فليتحرر الأقليون في كل
مكان. وليتحرر الصامتون من قيود التردد وليقدموا ليتحرر الساكتون المغلوب على أمرهم
في كل جمعية أو نادي أو حزب أو تيار في كل مكان من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال،
من البحر الى السهل، من قلب الجبل.
أتت الساعة لكي تُسمِعوا صوتكم
الحر لكي تنتفضوا على القرارات المعلبة عن غير قناعة، أن تناقشوا أو تشاركوا، أن
تحاسبوا، إنها الساعة قد أتت فلا تتأخروا
وأقدموا.
إنها الفرص الأخيرة كي تصرخوا أو تهمسوا أو تصلوا فعل إيمان بالحرية، إنها فرصتكم الأخيرة لكي تقولوا بكل بساطة لا مئة بل
ألف ألف ألف مرة "لا"...فقولوا وصوتوا لمشروع الحرية لمشروع الإستقرار
ومشروع الإزدهار!
عشتم وليحيا لبنان!"
__________________
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire