dimanche 23 mars 2014

Ain Kharroubé (18-10-2008)

محاضرة نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية  د. سليم الصايغ

"الكتائب اللبنانية الى أين؟" (مساء السبت 18 تشرين الأول في صالون كنيسة "سيدة المعونات" في "عين الخروبة)

ألقى نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية الدكتور سليم الصايغ محاضرة  تحت عنوان "الكتائب اللبنانية الى اين؟" في منطقة عين الخروبة، جاء فيها:
 "الكتائب اللبنانية الى أين؟ " عنوان هذه الندوة وسؤال يطرحه الناس علًهم يستشفوا من خلاله "لبنان الى أين؟". فتجدٌد الكتائب يبعث الأمل بتجدد لبنان. ومن حق اللبنانيين أن يسألوا الكتائب الى أين؟ ومن واجب الكتائب أن تجيبهم وهم الذين اعطوها الثقة والمحبة والالتفاف التاريخي. وبالتالي ومن خلال محاولتنا للإجابة عن "أي كتائب نريد؟" نجيب بالطبع عن أي لبنان نريد؟.
فمشروع الكتائب السياسي بكل بساطة هو مشروع المحافظة على الكيان اللبناني كمساحة حريات في هذا الشرق.
ولكي نجيب عن أي لبنان نريد، لا بد من العودة من نظرة سريعة لتطور دور الكتائب عبر التاريخ. 
فمنذ العام 1936 حتى العام 1953، كانت الكتائب منظمة شباب لا تتعاطى السياسة.
وفي الستينات، في عهد الشهابية: كان الشيخ بيار الجميل وزيرا للأشغال العامة لمدة 4 سنوات فكانت الكتائب رأس حربة في ورشة الاعمار والاصلاح.
في الثمانينات، عندما أُريد للبنان أن يُضرًب في الصميم، كان المطلوب ن تٌضرب الكتائب. وظنوا أنه مع ضرب الكتائب  يُصبح ضرب الكيان اللبناني سهلا.
واعتقد كثيرون أن الكتائب أصبحت جثة، ولكن الروح  بقيت!
وعندما عاد بيار امين الجميل من باريس، ما كان أحد يتوقع أن تنهض الكتائب من جديد... لكنه أعاد إليها الروح، أعاد الروح الى عصب الكتائب وتبين كم أن الكتائب ضرورة كيانية للوجود المسيحي الحر في لبنان.
من هنا، كان ضرب بيار الجميل بهدف ضرب الكتائب...وفي السياق عينه، تبعه اغتيال أنطوان غانم وافتعال حادث زحلة الذي اغتيل فيه الرفيقين نصري وسليم.

 والمسألة المطروحة أمام الكتائب اليوم هي "كيف على الكتائب ان تكون اليوم وغدافي وقت لا نعرف كيف سيكون لبنان اليوم وغدا؟  كيف للكتائب ان ترسخ الثوابت في وقت تتعرض فيه المنطقة والوطن والمجتمع الى تغيرات أكيدة؟  كيف للكتائب أن تقدم القناعات وتعمم الطمأنينة وتعد بالرفاهية في وقت يبدو فيه كل شيء مهددا بالاهتزاز أو الزوال؟ فالكتائب كانت مشروع الكيان قبل ترسيخ الكيان ومشروع الدولة عند ترسيخ الكيان. وهي بين المحافظة على الكيان والمحافظة على الددولة، تبرز سرَ معالم بقائها وديناميكية حركتها السياسية.
وتبرز خصوصية الكتائب اليوم من خلال 5 قضايا أساسية:

1) قضية الحريات: فالرئيس المؤسس بيار الجميل كان يقول أن لا ضرورة للحديث عن المسيحيين في لبنان إنما يكفي الحديث عن الحريات، لأنهما توأمان. فلبنان كان الملاذ للمسيحيين الذين لجأوا اليه للعيش بكرامة وعنفوان. فنحن نتحدث عن الوجود المسيحي السياسي الحر وليس فقط عن وجود مسيحي يقتصر على قرع أجراس الكنائس كما هي الحال في بعض بلدان المشرق العربي. إنما الوجود السياسي الحر يعني حرية إنشاء الأحزاب وتشكيل اللوائح وإصدار الصحف وحرية التعبير...
2) الديمقراطية: ففلسفة وجود الكتائب الأساسية في لبنان وحتى ضمن الطائفة المسيحية هي التنوع والديمقراطية. فالديمقراطية هي قضية تربية تبدأ في كل بيت. وهي أعمق من حالة سياسي. إنها قضية إجتماعية وقضية حكم صالح، الاعتراف بالآخر ولغة الحوار، أصول التخاطب السياسي، نظام سياسي يعطي القرية والحي والمدينة أكبر الصلاحيات ويوصل الشخص الكفوء والن=مناسب الى المكان المناسب.
3) قضية السيادة وازدواجية الولاء: وهنا نوجه  نداء مباشرا الى حزب الله لكي يحسم أمره بالنسبة لقضية الولاء للدين والولاء للمدينة (أي الوطن). والاجابة لأي مدى يقتصر ولاءه للفقيه على الطابع الديني أم أنه ولاء سياسي، أي أن على مناصريه ومحازبيه أن يأتمروا بولاية الفقيه. فإذا كان هذا الولاء سياسيا تكون هنالك مشكلة أساسية حول طبيعة الولاء للوطن.وهذه هي القضية الأساسية بالنسبة الينا. فالقضية الرئيسية ليست بوجود سلاح حزب الله إنما بالعقيدة  القابضة على هذا السلاح وفي ازدواجية الولاء لديها بين الوطن وولاية الفقيه.
4) العيش المشترك: مفهوم "لبنان أولا" هو مفهوم كتائبي. وقد حملت الكتائب اللبنانية منذ تأسيسها قضية العيش المشترك والميثاق الوطني. وهي تطرح اليوم مشروع الحياد الايجابي للبنان الذي طرحه رئيس الجمهورية العماد سليمان أمام الأمم المتحدة، وهي أول مرة يطرح فيها رئيس جمهورية لبنان الحياد الايجابي أمام المجتمع الدولي.
ولكن مع احتفاظنا اليوم بمشروعنا الساسي كحزب ميثاق، لا بد من الإجابة عن هاجس كبير عند المسيحيين هو الهجرة والتقهقر الديمغرافي لدى المسيحيين. ومن هنا، ضرورة البحث في تطوير الصيغة اللبنانية بما يسمح للمسيحيين خاصة ألا يكون عندهم هاجس العدد. وثمة أفكار عديدة في هذا المجال مثل الإبقاء على الدولة المركزية مع تقاسم حصص السلطة العليا ولكن مع اعتماد "لا مركزية" موسعة في المناطق. فقضية العيش المشترك نراها بطريقة ديناميكية ترتب علينا مسؤوليات وتتطلب منظومة سياسية-إقتصادية-إجتماعية. (وهنا نذكر مشروع "موريس الجميل" مشروع "إنماء القرية اللبنانية" الذي يثبت مردوده المسيحيين في أرضهم.).  
5) قضية وحدة المسيحيين: كثيرون يتحدثون عن وحدة المسيحيين كشعار ، ولكنها قضية في ضمير الكتائب يوميا وقد اثبتنا ذلك في عملنا على الأرض (خاصة في شهر أيار الماضي). فمن جهة نحن نلتقي مع سائر المسيحيين حول نقاط كثيرة، ولكن أبرز ما نختلف عليه يتمثل في نقطتين:
* أننا نرفض أن ينجر لبنان الى محور معادي للغرب مجانا، خاصة أننا نعتبر أن المسيحيين في لبنان وارثون لحضارتين: الحضارة العربية والحضارة الغربية.
* نرفض أن نغطي المشروع الضبابي لولاية الفقيه في لبنان.
ومن جهة أخرى عندنا نداء الى القوات اللبنانية وهي حزب سياسي كبقية الأحزاب وحليفنا في السراء والضراء في معركة السيادة والاستقلال. فكلنا كنا في الكتائب عسكر وجنود للدفاع عن لبنان، وقد توحدت احزاب عديدة تحت راية القوات اللبنانية للدفاع عن لبنان، ولكن اليوم القوات والكتائب هما حزبان مستقلان كما سائر الأحزاب وعليها أن تتعاطى مع بعضها على هذا الأساس. وهذه المصارحة والشفافية  تؤسس، من دون أي عقد نقص أو تفوٌق، لوحدة مسيحية ثابتة. ونؤكد على أن لا خلاف  بين الرئيس الجميل والدكتور جعجع في ما يتعلق بالانتخابات، إذ من حق كل حزب أن يطلق طاقاته ويجيشها في عملية ديمقراطية مفتوحة ولكن ممنوع الخلاف بين الحلفاء حول مشاريع السلطة توزيعها، بل من واجب الحلفاء أن يعطوا الأولوية للأوفر حظا من بينهم.
هكذا نكون أظهرنا كيف أن الكتائب هي ضرورة للبنان والمسيحيين وأمامها اليوم3 ورشات ملحة:
  • الورشة الداخلية: والتيبدأناها مع مؤتمر التجدد وهي اليوم ورشة حزبية داخلية في كل منطقة بمفردها مع التركيز على دور الشباب واعتماد مبدأ المصارحة والقدرة على الالتزام والتواصل مع الجميع.
  • ورشة سياسية: على عتبة الانتخابات النيابية حيث المسيحيون منقسمون الى ثلاثة أثلاث بين التيار الوطني الحر وقوى "14 آذار" ومن يئسوا من السياسة وفضلوا الجلوس في منازلهم. وهنا دور الكتائب في التواصل مع المسيحيين مع المسيحيين الذين يمكثون في منازلهم ومن هم في الخط السياسي الآخر. فالكتائب كانت في طليعة من أقدم على اللقاءات  مع سائر القوى المسيحية من التيار الوطني الحر والمردة. ونعتبر أنه حيثما اجتمع المسيحيون تكون الكتائب موجودة.
  • ورشة وقف الهجرة المسيحية: عبر إعادة التواصل مع الإغتراب وتأسيس نوع من حزب كتائب رديف في الاغتراب بالتعاون مع كل الرهبانيات. وهذا التواصل من شأنه أن يكون حافزا لقدوم المغتربين للمشاركة في الانتخابات التي ستكون مصيرية للبنان."

____________________

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire