dimanche 23 mars 2014

ANB (04-01-2009)

حديث نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية د. سليم الصايغ             
ANB 04/01/2009
فلنأخذ العبرة من غزة ونخرج لبنان من لعبة المحاور
تريد لبنان واحة حريات، لا ساحة صراعات

رسالة تضامن مع الفلسطينيين:

- لقد وجهنا في مطلع العام رسالة الى الشعب الفلسطيني الذي مر بمختلف الأزمات وهو أسير لعبة الحديد والنار، ولا يمكننا الا التضامن معه ومع السلطة الفلسطينية. ونطالبهم بالتضامن والتوحد لأن الشرذمة داخل الصف الفلسطيني هي حصان طروادة يدخل عليه الاسرائيلي ويحققمن خلاله الانتصار.
- لقد دعا حزب الله الجماهير العربية للثورة وطالب بالتحرك الشعبي للضغط على الحكومات ونحن نعرف أن هذه الأنظمة لا تسمح بتحركات سوى ضمن ضوابط محددة. فيما نحن دعوتنا للتضامن مع الشعب الفلسطيني.  وقد أعربنا عن ترددنا إزاء الدعوة للنحرك بوجه النظام المصري أوغيره، لأن ذلك يوحي وكأن التركيز لم يعد على إسرائيل بل على بعض الأنظمة العربية.

- صحيح أن حماس تتحمل مسؤولية ما بعدم إلتزامها بوقت من الأوقات باتفاقات التهدئة، إلا أن حجم الرد بالحديد والنار يستدعي التدخل بالطرق الدبلوماسية لإنقاذ كل الشعب الفلسطيني وعدم جعل القضية الفلسطينية نقطة تجاذب في السياسة بين المحاور الاقليمية.

- حق المقاومة والدفاع عن النفس هو حق مشروع لكل الشعوب منذ وجدت المجموعات الحضارية في العالم (كما حصل في فيتنام، أميركا اللاتينية، أوروبا، لبنان...).
ولكن ليس علينا في لبنان لا أن نعلِم الفلسطينيين كيف يتصرفوا ولا أن نعلم الأنظمة العربية كيف تتصرف. بل نكرر مثلما قال الرئيس الجميل: "ارفعوا ايديكم عن غزة"، لعدم إدخالها في لعبة محاور عربية لتصفية حسابات معينة.

المقاربة مع التجربة اللبنانية:

- في المقاربة بين ما يحصل في غزة وما حصل في لبنان عام 2006، نقول أن القرار 1701 ليس وفقا للفصل 7 إنما وفقا للفصل 6 (حل النزاعات بالطرق السلمية، لم تنتشر قوات دولية لفرض الأمن ولكن لديها قدرة على التحرك والدفاع عن نفسها، من هنا اعتبر الفصل 6.5) . علما أن هنالك شريك للأمم المتحدة هو الدولة اللبنانية  المتمثلة بالحكومة آنذاك. كما كان هنالك النقاط السبع التي طرحها الرئيس السنيورة والقرار 1701 الذي وافق عليه حزب الله ووكَل من خلاله الدولة بأن تتابع دبلوماسيا ما بدأه هو عسكريا. ولكن الأمر مختلف في فلسطين لأن حماس لا تعترف بالسلطة الفلسطينية وهي تعتبر من قبل المجتمع الدولي منظمة خارجة عن السلطة وإرهابية.

- يمكن لمجلس الأمن إرسال قوات الأطلسي لحفظ السلام ولفرض الأمن وإدارة الأرض مباشرة بغض النظر عن السلطة الفلسطينية.
- من هنا، يترك المجال اليوم للتوصل الى قرار دولي بتدخل الدبلوماسية لإنتاج قرار يشعر فيه كل طرف أنه رابح كما حصل في لبنان (حيث حزب الله اعتبر أنه انتصر وكذلك إسرائيل، والدولة اللبنانية حققت إنجاز إنتشار الجيش في الجنوب). ولكن ذلك لا يمكن إنتاجه في اليوم الأول من الحرب، بل يتطلب توازن قوى.
- اليوم هنالك جرائم كبرى تحصل من قبل إسرائيل وهي موصوفة ومحددة في القانون الدولي. وإذا بقيت الأمور كما هي يُخشى من حصول حالة مشابهة لكوسوفو في غزة، تفقد غزة الشخصية المعنوية الدولية وتصبح محمية تحت سلطة الأمم المتحدة. فما نراه اليوم هو مشروع قضاء على الدولة الفلسطينية.
- وردا على ما قاله الحاج محمد رعد، نعتبر كلامه خطير جدا لأنه يعيدنا الى مقولة أن حزب الله انتصر وحده في لبنان عام 2006، وأن كل من لم يكونوا في خطه كانوا متعاملين مع اسرائيل ويريدون إنهاء حزب الله في لبنان. وهذا يعني أن سلاح حزب الله هو المحور الأساسي في الانتخابات، وأن كل من يخالفه الراي يعتبر وكأنه يستكمل عملية تموز 2006 ضده.

- في وقت ينبغي أن يعرف الجميع أننا انتهينا من مقولة أن طرف واحد صنع الانتصار، فلو لم يقف كل شعبنا ويحتضن المقاومة لكان الدمار أكبر ومقاومتنا لا ندري أين هي. فمل حمى المقاومة هو التضامن اللبناني الذي جعل كل لبنان يحقق الانتصار.
- وليعترف الجميع أنه أصبحت هنالك معادلة جديدة في الجنوب: الجيش ينتشر على الحدود ولقرار 1701 يؤمن حياد لبنان الأمني والعسكري إزاء فتح جبهة مع إسرائيل في الجنوب. ونحن نريد أن يكون سلاح حزب الله منضبط بيد الدولة اللبنانية.
 - بعد إتفاق الدوحة لم يعد هنالك إمكانية للتنبؤ بموضع التعطيل، فمن كان مسؤولاعن تعطيل مؤسسات الدولة لسنوات والتسبب بفراغ إلتزم بعدم التعطيل، من هنا أشك بأن يحصل تعطيل للانتخبات النيابية.
- عملية تداول السلطة ليست موجودة في العالم العربي كما هي في لبنان، وهذا حق سياسي اساسي لللبناني ينبغي أن يحافظ عليه ويناضل لتحقيقه. 

- فلنأخذ دروسا مما يحصل في غزة، ففي كل مرة دخلت القضية الفلسطينية في لعبة محاور أدت بها الى الويلات (قبلا صراع المحاور بين أميركا وروسيا واليوم صراع المحاور الاقليمية بين ما يسمى "محور الممانعة" وما يسمى "محور السلام أو الاستسلام").
- من هنا نرى ضرورة وضع خارطة طريق لإخراج لبنان من لعبة المحاور وتناطح المشاريع لكي نتدارك الوقوع في انقسام يشبه الانقسام الفلسطيني ويجر علينا الويلات، وهذا انتصار لكل الفرقاء وليس لفريق على آخر. إنه انتصار للبنان وللدولة اللبنانية.


ضرورة الحوار:

- الإمام موسى الصدر كان يقول أن السلاح زينة الرجال، وفي التقليد اللبناني توجد قطعة سلاح في كل بيت لبناني. ونحن لا نسعى لتجريد المقاومة من سلاحها بل نطالب بوضع استراتيجية لأن يكون السلاح غير الفردي (صواريخ وغيرها...) بيد الدولة اللبنانية الشرعية.
- عندما حاول الاسرائيلي دخول الجنوب قُهِرَ، وعندما حول السوري دخول الأشرفية قُهِرَ: كل انتصر بشكل ما عبر مقاومته، وقد عرفنا أن لا خلاص لنا ولا بقاء لقيمنا إلا عبر منظومة الدولة. فهذا رهاننا والمطلوب من الجميع أن نحتذي هذا المثال.
- ونحن نطالب بالتنوع حتى ضمن الطائفة الشيعية، بل لاحظنا أحادية المقاومة.
- الحوار ضروري أقله للتوصل الى لغة موحدة ومفاهيم موحدة (مثل المقاومة، تداول السلطة، الإجماع...، والمفاهيم الإجتماعية: العائلة، التربية...).
- نحن نعتبر بشير الجميل قائد بطل وشهيد. أما حزب الله فيعتبر أن بشير منتج إسرائيلي في لبنان ينبغي شطبه من كتب التاريخ. فلنتحاور ونتفق أقله على كتاب التاريخ.
- مشروع حزب الكتائب هو أساسا مشروع لبنان الكيان، الكتائب ليست حزب النظام، إنما حزب المحافظة على الكيان، وعندما كان النظام الأداة الأساسية للكيان كان النضال للمحافظة عليه.
- كما نريد الدولة الإنمائية التي تحمل هموم الناس الإقتصادية والإجتماعية وتحفظ كرامة المواطن وتحافظ على مغتربيها وتعطيهم حق الإقتراع: كما نريد حصرية الدولة في السياسة الخارجية، الأمن الداخلي، الدفاع الوطني، المالية العامة...

التوقيت الاسرائيلي
- التوقيت الاسرائيلي للمعركة مدروس بدقة، لأن الدبلوماسية الدولية معطلة في فترة تسلم وتسليم في أميركا، والوضع الحالي في إيران والتردد السوري في المفاوضات...والمعروف أن هامش تحرك  أوباما ضيق جدا لأنه غير قادر على فرض قواعد اللعبة، بل يستنتج قواعد مفروضة من غيره (أي الاسرائيلي والإدارة الأميركية السابقة...).

********
- نحن لم نقطع التواصل في أي يوم مع الفلسطينيين ولكن اليوم هنالك همٌ فلسطيني داخلي، وقد أثبت الفلسطينيون في لبنان التضامن والتنسيق في زياراتهم وتعاونهم مع الدولة والمؤسسات الشرعية، ونحن ندعم هنا مسيرة الشرعية في تعاطيها مع هذا الملف.
ونريد أن يبقى لبنان منبرا وليس منصة، واحة حريات وليس ساحة صراعات.
__________________















Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire