في الوضع
الاسرائيلي، اعتبر نائب رئيس حزب الكتائب في حديث الى شاشة المؤسسة اللبنانية
للإرسال أن ثمة
قلقا في اسرائيل وهواجس عديدة اهمها الهاجس الامني، إذ تواجه إسرائيل اليوم
اهم ازمة مصير بعد قضية غزة التي اعادت مقولة الردع الاسرائيلي ولكنها لم
تطمئن المجتمع الاسرائيلي.
ولفت الى الاجماع
الاسرائيلي وعدم وجود اختلاف في ما
يتعلق بالحرب على غزة، فالشعب أيد حكومته بالنسبة لهذا الموضوع، اما في موضوع
السلام فهناك طرحان، الأول يقضي بالعمل على الملف السوري في إطار المفاوضات
والثاني يقضي بإعطاء الأولوية للقضية الفلسطينية في الداخل من ثم التفاوض.
كذلك لاحظ د. الصايغ
أن هناك واقع فوضوي في اسرائيل لا يسمح ل"لفني" ان تكون معتدلة فهي
كانت وراء حرب تموز 2006 وسوّقت موضوع الحرب للحرب. واليوم لتتمكن من الحكم في
اسرائيل بات عليها، ان تتعامل مع بقية الاطراف. وفي الاطارين يبدو هنالك أولوية
للعسكر ولمنطق الجيش بالتعامل مع موضوع غزة. وتبدو مساحة الديبلوماسية
المعتدلة محدودة.
على خط موازٍ، قال اذا
كان الرئيس الأميركي اوباما جديًا في معالجة قضية الشرق الاوسط في ظل الملف
الايراني النووي ومجمل الملفات العالقة، فسحب فتيل التفجير من المنطقة يقضي
المباشرة بمعالجة قضية فلسطين اولاً. كما أنه من مصلحة إسرائيل التي تواجه
تهديدن: من جهة ما تسميه "الارهاب" ومن جهة أخرى السلاح النووي
الايراني،أن تبدأ بمعالجة الملف الفلسطيني.
علما أن هناك
استراتيجية اكبر من لبنان، وايران تعتبر بيروت خط الدفاع الاول لها ونائب وزير
الخارجية الايراني عبر عن هذا الشيء بكل صراحة والايراني واضح في ربطه بين
الملفات.
أما في المواقف
الداخلية،
فقال د. الصايغ بأن أسلوب تخويف الناخب المسيحي سبق واعتُمِد عام 2005
(بالحديث عن التهميش، الهيمنة، هضم الحقوق ...) وحظي على أساسه التيار الوطني
الحر بغالبية المقاعد المسيحية. فيما نحن نقول أن الدولة والمؤسسات هي الضمانة
لجميع اللبنانيين. وقد لمسنا في جولتنا في أوروبا كل الحجج التي تُقدَم الى
المجتمع الدولي من اجل تطمينه ورأينا الحجج نفسها تقدم من حزب الله بواسطة
التيار في المجتمع الدولي اذ يحاول القول:"نحن الضمانة ولا تخافوا من حزب
الله."وأن ثمة ثلث معطل يُعطَى للأقلية أيا تكن بعد الانتخابات."
وتابع د. الصايغ، بأننا إذا خسرنا
الانتخابات اليوم يصبح هناك انعدام توازن حقيقي: فمن ناحية، على الأرض، نجد أن
حزب الله لديه سلاح ومشروع ودويلة وهو مرتبط عسكريا وماليا وسياسيا استراتيجيًا
بخارج لبنان. ومن ناحية أخرى، يسعون الى ترجمة انعدام التوازن من ضمن
المؤسسات. من هنا أهمية وأولوية فوزنا في هذه الانتخابات.
فالمعادلة العامة هي:
منع حزب الله من السيطرة على المجلس النيابي.
وقال أن هنالك انطباع
لدى حزب الله وحلفاؤه أن لديهم أكثرية شعبية وأنهم بالتالي ليسوا مضطرين أن
يعطوا على طاولة الحوار من برأيهم ليس لديهم مشروعية كافية، من هنا أيضا ضرورة
الفوز بالانتخابات لحملهم على الجلوس على طاولة الحوار والاقرار بالتعددية
داخل المجتمع اللبناني وصوغ الاستراتيجية الدفاعية انطلاقا من قراءة جديدة
لميزان القوى. رهاننا على الدولة اللبنانية ومن الضروري ان نكون اكثرية
لنستطيع ان ندعو حزب الله لاخذ القرارات سويًا على طاولة الحوار.
وتساءل كيف يمكن
للأكثرية الحالية التفاوض مع حزب الله في الاستراتيجية الدفاعية إذا أصبحت
اقلية؟ فهو يفرض امره بوجود أكثرية الثلثين الحالية فكيف لو حظي هو بها؟
وأكد د. الصايغ أن
العماد عون أصبح الناطق الرسمي باسم حزب الله لان الاستراتيجية الدفاعية التي
تقدَم بها هي نسخة مكتوبة عن الاستراتيجية التي عبَر عنها شفهيا حزب الله على
طاولة الحوار عام 2006. فحزب الله لا يقدم استراتيجية مكتوبة لأن العماد عون ببساطة
يعبر عن استراتيجيته الدفاعية ويدافع عنها.
وذكَر د. الصايغ أن
كل اللبنانيين الاحرار كانوا معًا في 14 آذار 2005 وفي طليعتهم التيار الوطني
الحر الذي طان متقدما في ورفع شعارات الدولة وتطبيق القرار 1559الذي يقضي بتجريد حزب الله من سلاحه
وخروج سوريا من لبنان وضبط السلاح الفلسطيني.
واعتبرنا أن كافة أطراف 14 آذار اتت الى
طرحنا، شعار " لبنان اولا" ومختلف الطروحات التي طالما رفعها ودافع
عنها وصمد من أجلها المسيحيون طوال سنوات.
ولاحظ أن المسيحيين يكونوا
ضعفاء عندما يكونوا خارج المؤسسات والدولة واهمها رئاسة الجمهورية. وأن اكبر
ضربة للمسيحيين هي ان يكون الرئيس تابعًا لفريق حزب الله وسوريا وايران.
في المقابل، أعتبر د.
الصايغ أننا لم نصل الى نقطة اللارجوع في الخلاف المسيحي- المسيحي. فلا بد من
وقفة ضمير ونحن ننتظر هذه الوقفة من العماد عون والتي يفك فيها الارتباط مع
المحور السوري-الايراني ويكف فيها عن التغني بورقة التفاهم مع حزب الله والقول
انها كانت حامية للمسيحيين وهي التي حولتهم الى ذميين عند حزب بدلا من ألا
يكونوا ذميين سوى تجاه الدولة. متى حصلت هذه الوقفة من العماد عون، نحن نلاقيه
فورا لإنتاج حالة سياسية مغايرة في البلاد. وموقفنا ليس لاعلان الحرب على حزب
الله ولكن لفك الارتباط بالموقف السوري- الايراني.
أما في الموضوع
الانتخابي،
فشرح د. الصايغ أنه من حق الكتائب كحزب سياسي قدم الشهداء ان تثبت موقعها بعد
2005. ولكنه أوضح أن أسماء المرشحين الكتائبيين المحتملين للانتخابات لا تزال داخل
الحزب ولم تعلن الترشيحات رسميًا بعد، ولم يؤخذ اي قرار من المكتب السياسي
بترشيح احد قبل التشاور مع الحلفاء.
كذلك لفت الى أن
الكتائب حزب على مساحة الوطن من شماله الى جنوبه ومن ساحله الى جبله، وليس
واردًا اخذ الكتائب بالمفرق بل أن الكتائب تسعى لكتلة نيابية محترمة. وبالطبع
هنالك خصوصية لمنطقة المتن حيث الكتائب هي القوة الأكبر، فإذا ربحت الكتائب كل
المناطق وخسرت المتن فلا معنى لانتصارها.، نظرا أيضا للثقل المسيحي في المتن
والثقل الاقتصادي للمنطقة ولأنه أُغتيل للكتائب وزير ونائب من المتن هو الشيخ
بيار الجميل الذي أسس لإعادة إنطلاقة حزب الكتائب.
وأوضح أيضا أن تحالفات
الكتائب في مختلف المناطق تلتقي مع من يراهنون على قيام الدولة ومنهم في المتن
دولة الرئيس ميشال المر.
وشدد على التواصل الدائم مع القوات اللبنانية، وقال
أن "الخلاف ممنوع بيننا، نحن متفقون أن نبقى متفقين ونحب أن نبقى متفقين،
فالمفاوضات تحصل بين الاخ واخيه ولكننا متفقون على اننا سنعيش في البيت نفسه".
أما بالنسبة للكتلة
الوسطية فقال "نحن في 14 آذار مع مبدأ التعددية الديمقراطية وإذا كان
هناك كتلة وسطية فلا مشكلة لدينا. لا يملكون ما يحاربوننا به الا السجلات ونحن
فخورون بماضينا. وعندما يجب الاعتذار نقوم بذلك من دون اي عقدة وليس هناك ما
نخجل به في ماضينا. وليس صحيحًا ان شهداؤنا ماتوا وهم يسرقون فليس من المنطق
ضرب قداسة الشهادة التي حافظت على وجود الجميع".
وشدد على أهمية
التأسيس على حلم بالتوصل الى بناء دولة
قادرة على ضمان الأمن وضبط السلاح غير الشرعي ومواطن قادر على ان يكون حرًا في
المبادرة الفردية ويعيش على الاراضي اللبنانية كلها من دون اي ممنوعات.
وتساءل هل ممنوع على
الناس استذكار شهدائهم؟ متمنيا على العماد عون لو استذكر شهداء 13 تشرين الأول
وهو على السجادة الحمراء في دمشق.
وأكد د. الصايغ أن البطريرك
صفير يمثل ضمير المسيحيين ولا ينظر الى أصوات ناخبين، وقد رفع في حديثه مستوى المعركة الى معركة الوجود المسيحي.
وطلب من المسيحيين تحكيم الضمير وحذر من ذهاب لبنان الى مكان آخر. فهل لأنه لا
يؤيد طرح العماد عون يتم اتهامه بالدخول في الاصطفافات السياسية؟
وختم د. الصايغ حديثه
بالإشارة الى المشروعين الملقيين على عاتق رئيس الجمهورية: الأول في السياسة
الخارجية حيث أعاد دور لبنان وأكد على المبادئ التي نطالب بها (الحياد
الايجابي وجعل لبنا ن مساحة لحوار الحضارات) والثاني هو محور حماية لبنان
الدفاع عنه: حيث نرى النصف الممتلئ من الكأس من خلال تعبئة الدول الصديقة لدعم
المؤسسات والنصف الفارغ حيث نلاحظ ضعف مؤتمر الحوار الوطني الذي لم يستطع حتى
الآن بت موضوع الاستراتيجية الدفاعية.
وحول الجولة
الكتائبية على أوروبا وتحديدا زيارة روما، قال د. الصايغ أننا نزور البلدان
الصديقة للبنان بدءا من الأقرب، إيطاليا، التي توجد فيها دولة الفاتيكان والتي
تترأس اليونيفل والتي تعتبر الشريك التجاري الأبرز للبنان، وقد شرحنا لهم
أهمية اعتماد لبنان خيار الحياد الايجابي وخروجه من لعبة المحاور (وهذا ما يطالب
به رئيس الجمهورية) ولمسسنا تحسسهم للمخاطر التي نطرحها والتزامهم بحمل القضية
اللبنانية ومتابعة تطبيق القرارات الدولية بشأنها.
______________________
|
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire