dimanche 23 mars 2014

MTV (25-04-2009)

حديث نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية د. سليم الصايغ
MTV (25-04-2009)

ذكرى انسحاب سوريا من لبنان:
في حديث تلفزيوني اعتبر نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية د. سليم الصايغ أن ذكرى انسحاب الجيش السوري من لبنان في 26 نيسان هي ذكرى سعيدة لاستعادة الحرية وفتح المجال لبروز التنوع السياسي والتعددية الثقافية وإعادة تموضع كل القوى السياسية.
وطرح السؤال الأساسي: الى أي مدى كنا على قدر ما تحقق؟ والى اي مدى نحن قادرون أن نحرر أنفسنا من ذهنية الوصاية وانتظار القرار من الخارج؟ بغض النظر الاستحقاقات الإقليمية والقرارات الدولية.
ملاحظا أن الأداء لم يكن على المستوى المطلوب لأن هنالك أشخاصا حاولوا تدمير الدولة وتعطيل المؤسسات اعتبروا أنها لعبة سياسية عادية، فيما كان المطلوب بعد التحرير أن تنثبق قوام السيادة.
ولدى سؤاله عن دور الاتفاق الرباعي في هذا الإطار، أجاب أن الاتفاق الرباعي كان يفترض أن يؤسس لحكومة وحدة وطنية تضم مختلف القوى السياسية وضمنا المسيحيين الذين اعتبروا انفسهم مقصيين. وأنه حتى لو كانت حصلت أخطاء في هذا الموضوع فلا ينبغي أن يكون الرد بتدمير الدولة والكيان.
وذكَر بأن ثورة الأرز لم تُستَكمل بعد، وأن كل مسؤول في قوى "14 آذار" هو مسؤول عن استكمال هذة الثورة، علما أن ثمة عراقيل حالة دون استكمال هذه المسيرة تمثلت بسلسلة التفجيرات والاغتيالات التي حصلت. 

تطوير النظام :
وفي موضوع البحث في تطوير النظام، أوضح د. الصايغ أن النظام الذي تمثل بقانون انتخابات عام 2000 والتركيبة الطائفية يحتاج طبعا لمعالجة ولكن ذلك لا ينبغي أن يحصل بالانقلاب إنما بالتواصل. مشددا على أن ما يجمع الكتائب والحزب الاشتراكي ومختلف أفرقاء قوى "14 آذار" هي الثوابت التي التقت عليها يوم 14 آذار 2005. ومن أبرز هذه الثوابت حصرية الدولة واحتكارها للسلاح والسيادة على كافة الأراضي اللبناني، ومن هذا المنطلق يمكن الحديث عن النظام السياسي الذي نطمح إليه.
وسلط الضوء على أن النظام الحالي لا يطمئن مختلف المجموعات اللبنانية الى مصيرها، مما يجعل من الضروري العمل لعقد سياسي-إجتماعي جديد وإعادة إحياء طاولة الحوار برئاسة رئيس الجمهورية تطرح الملفات السياسية الأساسية العالقة ومن ثم تشكيل مجلس شيوخ وإيجاد النظام الأنسب لطمأنة مختلف المجموعات في لبنان والتعايش دون قلق من التطور الديمغرافي أو امتلاك السلاح من اي طرف.
ولاحظ د. الصايغ أن هنالك منع اليوم للدولة من بسط السيادة على كامل أراضيها، بل هنالك حالة تقسيمية حاولت الكتائب اللبنانية لا سيما في مؤتمرها في 22 تشرين الثاني 2008 أن توصفها كما هي، لفتح مختلف الخيارات للبحث عن أفضل طريقة ونظام للتعايش. ولفت الى أن الأطراف السياسية الأخرى هي التي تتحدث عن تحالف الضعفاء في المنطقة فيما نحن نعتبر أن حماية المسيحيين لا تكون إلا من خلال دولة قادرة تحمي الجميع.
وأبدى ارتياح الكتائب اللبنانية الى تبني رئيس الجمهورية في مختلف خطاباته في المحافل الدولية مطالب رئيسة وردت في توصيات مؤتمر الكتائب من مبدأ الحياد الإيجابي واللامركزية الإدارية (الواردة أساسا في الدستور اللبناني) الى موضوع تحويل لبنان الى مساحة حوار ثقافات عالمية.

الإنعزالية:
ولدى سؤاله عن تعليقه على تهمة المسيحيين بالإنعزالية، أجاب د. الصايغ أن هذه العبارة استُعمِلَت عام 1975 لعزل الكتائب اللبنانية حين اعتبر البعض أن عددا قليلا من الفلسطينيين كافٍ للقضاء على الكتائب فتحوَل كل مسيحي الى كتائبي يحمل راية الدفاع عن حرية لبنان. ولفت الى أن في داخل كل لبناني من اي طائفة كان ازدواجية تفكير دائمة بين نزعة للعيش لوحده بعيدا عن بقية الطوائف ونزعة أخرى للتعايش مع بقية الطوائف بما يمثل رسالة لبنان. وشرح أن كلام الوزير جنبلاط كان كلاما وجدانيا وليس له منحى سياسي، أما لو كان له منحى سياسي فهو مردود لأصحابه ونحن لا نقبل أن نوصَف إلا من خلال أفعالنا. ولكن كلام الوزير جنبلاط لاحقا في مؤتمره الصحافي كان كافيا لكي الصفحة.



الانتخابات والتحالفات:
وفي موضوع الانتخابات النيابية، حدَد د. الصايغ أن الهدف إذا فازت الأكثرية النيابية الحالية هو منع حزب الله من وضع يده على مجلس النواب، طارحا علامات استفهام تحتاج الى أجوبة من حزب الله لطمأنة اللبنانيين حول طبيعة علاقته بولاية الفقيه ومبدأ المساواة بين اللبنانيين من حيث امتلاك السلاح.
وذكَر بخطاب الرئيس الجميل في 22 تشرين الثاني حيث قال أن بالنسبة إلينا 14 آذار بدأت عام 1975 بل في تشرين الثاني 1936.  وهذا يعني أن هنالك مسار مبني على مبادئ وثوابت وأن التحالفات ينبغي أن تكون متحركة.  
الانتقال من المستقلين الى الأحزاب:
ولدى سؤاله عن منحى استبدال العديد من المرشحين المستقلين بآخرين محازبين، شرح د. الصايغ أهمية إعادة الحيوية الى الأحزاب لا سيما منها الأحزاب ذات الوجهة المسيحية التي كانت مقصية في السنوات الماضية عن الحياة السياسية. معتبرا أن الدور الفاعل للأحزاب هو دليل حداثة ودليل صحة في الحياة السياسية والديمقراطية كما هي الحال في البلدان المتقدمة  حيث يمثل معظم المرشحون الى الانتخابات أحزابا وبذلك يلتزمون ببرامجها الوطنية بدلا من أن يقوم الترشح على أساس خدمات مناطقية.
وأكد د. الصايغ أن التغيير يبدأ بالديمقراطية وتداول السلطة داخل الأحزاب مذكرا بتجربة الكتائب في هذا الإطار إن من حيث الأخذ برأي القواعد الشعبية قبل اختيار مرشحيها أو من حيث الآلية الديمقراطية في اتخاذ القرارات في المكتب السياسي وطريقة إجراء الإنتخابات الحزبية.

صلابة العلاقة بين الكتائب والقوات اللبنانية:
  عن تكرار التأكيد من قبل القيادات القواتية والكتائبية حول صلابة ومتانة العلاقة بين الحزبين، قال د. الصايغ أن هذا التكرار هو لمن هم مثل توما لا يصدقون إلا إذا يضعوا إصبعهم في الجرح. مؤكدا أن التنافس أحيانا بين الإخوة لا يعني اختلافا وهنا دور الأهل بتذكيرهم أنهم إخوة وواجبهم محبة بعضهم لبعض والتعاون الدائم. كما اعتبر أن تكرار الحديث بهذا الموضوع يأتي أيضا لمواجهة الشائعات التي تطرحها الماكينات الإعلامية الخصمة من الماكينة الإعلامية لحزب الله والتي استُعمِلَت لمواجهة إسرائيل الى الماكينة الإعلامية وأدوات المخابرات السورية.

اتفاق الدوحة ومرحلة ما بعد الانتخابات:
واعتبر د. الصايغ أن اتفاق الدوحة كان اتفاقا مرحليا ينتهي في 7 حزيران لأنه أنتج حكومة برلمانية، فاختصر المؤسسات وأعطى إمكانية لتعطيل البلد من قبل أقلية قادرة أن تحصل على ثلث معطِل في الحكومة، مذكرا بالخلط الذي حصل بين مفهوم المقاومة ومفهوم المعارضة.
وختم بأن رئيس الجمهورية هو رأس السلطة التنفيذية وهو الضامن لكل المجموعات التي تعتبر نفسها أقلية في البرلمان، وتمنى ألا يوقَع رئيس الجمهورية على تشكيل أي حكومة إلا إذا كان له دور أساسي فيها، بل نتمنى أن يكون لرئيس الجمهورية الثلث من عدد الوزراء. مؤكدا أن حقوق المسيحيين تصلهم مع تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية وتحصين دوره يكون سياسيا وليس فقط في الدستور، إلا أن فتح ملف الإصلاحات يكون بعد تمكين سيادة الدولة اللبنانية.   
_________________


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire