dimanche 23 mars 2014

Mustaqbal (11-05-2009)

تحدث الى "المستقبل" عن برنامج "الكتائب" 2009 .. "عقد للاستقرار"
الصايغ: المقاومة ليست أهم من المجتمع
المستقبل - الاثنين 11 أيار 2009 - العدد 3300 - شؤون لبنانية - صفحة 2

http://www.almustaqbal.com/images/blank/blank.gif
http://www.almustaqbal.com/images/blank/blank.gif
http://www.almustaqbal.com/issues/images/3300/C5-N1.jpg
http://www.almustaqbal.com/images/blank/blank.gif
عبد السلام موسى
في برنامجه الانتخابي للعام 2009 "عقد للاستقرار"، يكمل حزب الكتائب اللبنانية مسيرة الالتزام تجاه الكيان وشعبه، ويقدم للوسط المسيحي مشروعاً سياسياً متكاملاً، يستند الى رؤية "مستقبلية" للبنان، سياسياً واجتماعياً وانمائياً وثقافياً، رؤية لا تحيد عن الثوابت والمسلمات التاريخية.
مرشحو "الكتائب" الثمانية، نديم بشير الجميل (المقعد الماروني في دائرة بيروت الاولى)، سعد الله عردو (المقعد الكاثوليكي في منطقة بعلبك الهرمل)، ايلي ماروني (المقعد الماروني في زحلة)، سامر سعادة (المقعد الماروني في طرابلس)، فادي الهبر (المقعد الارثوذكسي في عاليه)، سجعان قزي (المقعد الماروني في كسروان)، ايلي كرامة (المقعد الكاثوليكي في المتن) وسامي امين الجميل) المقعد الماروني في المتن)، التزموا جميعهم التوقيع على البرنامج بطريقة علنية، تعهداً منهم بالعمل على تطبيقه متى وصلوا الى الندوة البرلمانية.
يريد "الكتائب" في برنامجه "العبور الى الدولة" كما كل مكونات "14 آذار"، والى جانبهم. يشدد على أن استقرار الكيان والدولة يكون دون أي اشراك في السيادة، لأن " لا وطن من دون سيادة.. ولا دولة قادرة من دون سيادة". ويرى أن "السيادة اللبنانية منقوصة لعدم تسليح الجيش بشكل كامل وجدي.. و استمرار الفصائل الفلسطينية بحمل السلاح داخل وخارج المخيمات.. وبقاء منظومة المقاومة الاسلامية بكامل جهازها الأمني والعسكري". كما يعتبر "أن تحقيق السيادة الخارجية يكون بترسيم الحدود ووضع خطة لحماية لبنان وتعزيز الجيش اللبناني".
ويطمح الحزب الى إستقرار سياسي يبدأ بـ"تطوير النظام عبر اعتماد آليات دستورية للحؤول دون تعطيل عمل المؤسسات الدستورية"، ويشدد على "أنّ البدء بورشة تطوير النظام هي أساسية للخروج من زمن إتفاق الدوحة والتأسيس لمرحلة سياسية جديدة تصالح الناس مع السياسة".
ومن الاستقرار الداخلي الى "الإستقرار حيال الخارج"، فحزب "الكتائب" يؤكد أن "الحياد الإيجابي هو الحياد القوي"، بعد أن تحوّل لبنان الى ساحة مفتوحة تتصارع فيها المصالح الخارجية، مع الالتزام بالقضايا العربية، والمطالبة بعلاقات ندية مع سوريا، وتفعيل الحوار اللبناني الفلسطيني لحلحلة القضايا العالقة، وإعادة بناء جسور الثقة.
وللاستقرار الامني حصته في برنامج "الكتائب"، إذ يتضمن دعوة الى تعزيز القوى الامنيّة، ومكافحة الاتجار بالمخدرات وإدمانها، ومكافحة تبييض الاموال، وتفعيل الدفاع المدني، وتوعية المواطن. كما يشدد على ضرورة استقرار الإنسان والمجتمع من خلال دولة تحافظ على كرامة كل لبناني، ويرى أن دولة القانون هي الطريق الى الإستقرار الإقتصادي، دون أن يغفل تقديم رؤية لكيفية الإستقرار المدني والبيئي.
"صوت لمشروع مش لشعار"
يطلب "الكتائب" من المواطنين أن يصوتوا لـ"مشروع مش لشعار"، والسبب كما يقول النائب الثاني لرئيس الحزب سليم الصايغ، في حديث لـ"المستقبل"، إن "اللبنانيين شبعوا شعارات من دون مضمون، أو شعارات مع مضمون يتم تطويعها أو تدجينها أو تغييرها عند الضرورة أو حسب الظروف السياسية"، مستشهداً بـ" مشروع التيار الوطني الحر عام 2005، الذي ألغي منه بنود مهمّة تتعلق بقضية تطبيق القرار 1559، وتنفيذ الشق المتعلق ببند سلاح المقاومة، بعد أن تم توقيع وثيقة التفاهم مع حزب الله".
يشير الصايغ الى أن "الالتزام بالمشروع ومضمونه ليس منهجية جديدة في الكتائب"، ويستعيد مرحلة "جوزيف شادر وموريس جميّل، في إطلاق مشروع يلتزم الحزب به عندما يصل إلى سدّة السلطة نيابة أو وزارة أو حتى رئاسة. كما أن مؤسس "الكتائب" بيار الجميّل كان الحجر الأساس في ورشة إعادة بناء الدولة في ما يسمّى "الشهابية اللبنانية"، عندما كان وزيراً لـ4 سنوات في عهد الرئيس فؤاد شهاب".
ومن الماضي، ينتقل الصايغ الى الحاضر، مذكراً بأن "الوزير الشهيد بيار الجميّل عندما انتُخب نائباً للمرة الأولى، أطلق مشاريع عدة، التزم بها، خصوصاً عندما أصبح وزيراً، أطلق الكتاب الأبيض حول الصناعة في لبنان، صناعة لشباب 2010. وهذا ما يقوم به الوزير ايلي ماروني، من خلال إطلاقه ورشة عمل مع القطاع الخاص، لإعادة تنشيط السياحة في لبنان".
اهتزاز العقد
عنوان البرنامج الانتخابي لحزب الكتائب "عقد للاستقرار"، وبحسب الصايغ "فإن الحزب يرى أن هناك اهتزازاً للعقد الاجتماعي الذي يربط اللبنانيين، وهذا ما يؤدي إلى ضرب الاستقرار، لذا نقول بالحاجة إلى عقد يؤمن الاستقرار بين اللبنانيين، كما يؤمن استقرار الحياة الطبيعية، السلم الأهلي، الازدهار، والطمأنينة".
وإذ يؤكد النائب الثاني لرئيس "الكتائب على "الوحدة الوطنية، وأن اتفاق الطائف هو اتفاق جدير بالعيش وهو اساس التواصل بين اللبنانيين"، يعتقد "أن لا أحد يريد الانتماء إلى شيء جامد، أو إلى شيء يحتضر، بل يريد الجميع الانتماء إلى مشروع حياة وحرية ومستقبل. ولكن لا يمكننا أن نطور ونحن في الهاوية والبلد في حالة سقوط أو اهتزاز. نريد أن نصل الى الاستقرار الذي يثبت المستقبل".
ولكن ليست الطريق معبدة بالورود لتحقيق الاستقرار والطمأنينة، هناك عراقيل، فالصايغ يرى "أنه لا بد من تسوية القضايا المصيرية، لاننا لا نستطيع أن نؤسس لمشروع استقرار وطمأنينة في لبنان، إذا لم يكن للدولة الحق المطلق والحصري ببسط سيطرتها على الناس والأرض، فليس هناك من ضرورة كلما أردنا أن نقول بالسيادة، أن نقرن تسمية سيادة الدولة بتسمية الجيش أو المقاومة".
ضرورة الفوز في الانتخابات
من هنا، يشدد الصايغ على ضرورة "أن نربح الانتخابات لكي نعطي إشارة واضحة لحزب الله، مفادها أن الطريق الذي يسير عليها هي طريق مسدود .من الضروري أن نربح الانتخابات، كي نمنع حزب الله من انتاج أكثرية، لأننا نريد أن نمنع ولاية الفقيه من أن تفرض أجندة عمل ليست لمصلحة لبنان، مع اعترافنا بشرعية وإنجازات المقاومة في الجنوب، مع الإشارة إلى أن المقاومة ليست حكراً على أحد، المقاومة كانت في الجنوب، كما كانت في الاشرفية والبقاع، فاللبناني عندما تدوس على كرامته ينتفض".
ويقول "عندما نحقق الأكثرية، نستطيع أن نقول لحزب الله، انك لا تستطيع أن تفرض وجهة نظرك، حتى لو عدنا أكثرية مع وقف التنفيذ، نكون نحافظ على أبسط الحقوق، وأهمها عدم إعطاء الشرعية الدستورية والقانونية لأعمال خارجة عن سلطة الدولة ووحدة اللبنانيين". ويضيف: "نتكلم عن عقد للاستقرار، لأننا نريد أن نؤسس سوية لوطن مشترك، فعندما يصبح سلاح المقاومة سلاح تقسيم بين اللبنانيين، ويجعل حزب الله من الدولة رهينة بين يديه، يصبح من الضروري أن نعيد إنتاج وحدة وطنية حقيقية حول الموضوع، والمكان المناسب لذلك، هي طاولة الحوار الوطني برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الذي نؤكد انه رأس السلطة التنفيذية".
تدعيم صلاحيات الرئيس
وفي خضم حديث "التيار الوطني الحر" عن الجمهورية الثالثة، يقول الصايغ :" نحن ننتظر أن تعرف عناوينها. ولكن نحن في حزب الكتائب نريد تطوير النظام، لا نعتقد أن اتفاق الطائف قد طبق كما يجب، لذا علينا استكمال تطبيقه، وتفعيل ما يجب تفعيله، واستنباط أفكار جديدة، لأن الممارسة منذ 20 سنة قد أعطت بعض الفزلكات والبدائل. علينا أن ندعم صلاحيات رئيس الجمهورية".
ويشدد على أنه " طالما تسود هواجس من العدد وطغيان العدد، فإن المناصفة ضمن الطائف اليوم تراعي قضية التوازنات والتمثيل وغيره". ويعتبر أن "هناك إرادة على منع رئيس الجمهورية كي يكون فريقاً ثالثاً، علماً اننا كنا نريده أن يكون فريقاً ثالثاً ملتزماً خطاب القسم. وليس معنى ذلك أن يكون فريقاً حيادياً. عند الحق لا حياد. نريد لرئيس الجمهورية أن يعود إلى ممارسة دوره الدولي والوطني الداخلي الحاضن للتوازنات".
ويرى الصايغ أن "الطموح للوصول إلى حل جذري للمسألة اللبنانية، سيكون بالانطلاق إلى حالة تتخطى بالكامل الحالة الحالية، أي أخذ الطائف إلى أبعد مما نحن عليه اليوم، وتأسيس ديناميكية جديدة للمستقبل، مع الاخذ بعين الاعتبار أن إلغاء الطائفية السياسية يخيف المسيحيين، خصوصاً إذا لم يكن لديهم الضمانات اللازمة، كما تخيف اللامركزية الموسعة البعض، لأنه يعتبرها موضوع تقسيم".
السلاح بيد الدولة فقط
وإذ يعتبر "أن الشيعة في لبنان ليسوا بحاجة إلى سلاح حزب الله كي يضمن تمثيلهم في الدولة اللبنانية، بالعكس، فقد بات سلاح الحزب عبئاً على الشيعة، وهو يدفعهم إلى الانعزال والتقوقع"، يشير الى أن "هناك حالة فرز خطيرة جداً، اجتماعياً واقتصادياً وديموغرافياً ومناطقياً، وكل ذلك يتم تحت اسم اني اوصيكم الحفاظ على المقاومة، وكأن المقاومة هي أهم من المجتمع، وأهم من الوطن، بحيث أصبحت الاداة والوسيلة أهم من الهدف والغاية".
ويلفت الصايغ الى أنه "في حال عدنا أكثرية، ولم يقتنع حزب الله حقيقة بأن عليه التفاوض بطريقة ندية، سنكون في حالة شبه انقلابية، لأنه إذا فرض علينا الحوار، مع الأخذ بعين الاعتبار ميزان القوى القمعية على الأرض، فهذا سيدفع إما إلى أن يطلب بعضهم الانفصال، أو الفيدرالية، أو إعادة تسليح الشعب، وفي ذلك مشروع انتحار للدولة اللبنانية".
ويشدد على أن "الدولة تقوم تأسيساً على مطالب وهواجس كل المجتمعات، والمشكلة مع حزب الله أن هناك ارتباطاً عضوياً بين المطالب السياسية التي قد تكون في مكان ما موضوع حوار ونقاش وتوافق، وبين قضية السلاح، التي لا يمكن أن يكون عليها توافق، إذ لم تكن بيد الدولة اللبنانية، وهنا مأزق النظام اليوم، واليوم المسألة اخطر من الماضي، عندما كانت المسألة السلاح الفلسطيني والاصلاحات الدستورية، اليوم المسألة أخطر، لأن السلاح لم يعد غريباً، هو سلاح لبناني، أو على الأقل ان الأيدي التي تمسك به لبنانية، وكذلك الرؤوس". في هذا السياق، يؤكد الصايغ " أننا لا نستطيع ان نصنع لبنان من دون هؤلاء، لا نريد لأحد أن ينكسر. لا يمكن لأحد أن يهزم، قد يهزم انتخابياً. ولكن لا يمكن لأحد في مشروع عقد للاستقرار والمستقبل أن ينهزم، بناء لبنان يكون مع الجميع".
وإذ يلفت الى أن "لبنان رهينة بيد حزب الله"، يأسف لأن "المقدس في شرقنا مساحة تجتاح كل شيء، حتى المقدس يجتاح الرذيلة، فما معنى أن يقول حزب الله انه يريد مكافحة الرذيلة؟".
ترشيحات رمزية
أما في الشأن الانتخابي، فيشير الصايغ الى أنه "لم يتم الاعلان عن المرشحين قبل استمزاج آراء الحلفاء، وكذلك تم إطلاق احصائيات لرؤية ما هي حظوظ المرشحين في الفوز. وقد كان لدينا نوع من الترشيحات الرمزية، كما هو حاصل في دائرة بعلبك الهرمل، للحفاظ على توازنات المنطقة، والحفاظ على الوجود المسيحي في الأطراف، كي لا تصبح المناطق ذات لون واحد. نريد لأهل المنطقة هناك أن يبقوا بتعبيرهم السياسي المميز، وأن يكون لهم شخصيتهم، كي يتفاعلوا مع الباقين. كما لا لا نريد لبعلبك الهرمل ان تتحول إلى مركز تدريب، ومكان كبُعد استراتيجي للمقاومة فقط".
.. ولا خوف من التحالفات
ويقول: "إن هناك خوفاً على كل المرشحين من الخسارة، ولكن لا خوف من التحالفات، لأن عملنا السياسي مبني على الالتزام، لسنا منفردين، نحن نلتزم. لأن أي خطأ سينعكس على الحزب ككل، بداية هناك اخلاقيات الحزب، ثانياً هناك الحسابات، والسمعة. في طرابلس تلقينا تأكيدات متكررة من قِبَل أقطاب لائحة التضامن بالالتزام بسامر سعادة، وفي عاليه، وبالرغم من كل ما قيل وقال، نحن على تنسيق تام مع ماكينة الحزب التقدمي". ويضيف الصايغ " قد نختلف في كثير من الامور، ولكن هناك قاسماً مشتركاً، لن ندع لبنان ينتقل من حالة لأخرى، نخوض معركة العبور إلى الدولة، لأن خلاصنا الوحيد في قيام الدولة، وفي قيام عقد الشراكة المتجدد. لا خوف على روحية 14 آذار وتلاحم أقطابها، لأن لا حيادية عند الحق، ولا توافق على الباطل".
مستقبل "الكتائب"
في ختام حديثه لـ"المستقبل"، يؤكد الصايغ أن "مستقبل الكتائب من مستقبل لبنان، تزامن المساران وترابطا في الماضي، وسيكون كذلك الحال في المستقبل. كلما ضرب لبنان واستهدف ضعفت الكتائب، وعندما كانت الكتائب تُستهدف، فقد كان الهدف أبعد من "الكتائب"، الذي كان دائماً يعتبر حزب الكيان".

______________________

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire