الصايغ لـ"المستقبل": لماذا لم تعط
إيران الجيش أسلحة خلال معارك نهر البارد؟
الثلثاء في 2 حزيران 2009 - خاص
رأى
نائب رئيس "حزب الكتائب اللبنانية" سليم الصايغ ان "حزب الله"
اقوى من الدولة، لافتا الى أن الحزب سيفرض فكره ومنظومته المتناقضين للثوابت
المسيحية اذا فاز في الإنتخابات.واستغرب الصايغ وصف جماعة "8 آذار" للجيش بأنه مقصر"، متسائلاً "لماذا لم تعط ايران الجيش اسلحة حتى يمارس مهامه في معارك نهر البارد؟
واكد ان المسيحيين وكل الاحرار في لبنان لا يستطيعون العيش إلا في ظل دولة قادرة وغير شمولية، جازما بأن قوى "14 آذار" لن تسمح بمصادرة القرار اللبناني الحر "الذي هو قرارنا".
وقال لـ"موقع المستقبل الإلكتروني": "نحن نحضر اليوم لمواجهة كل الاحتمالات، خصوصاً بعد المعلومات الدورية التي تصلنا والتي تؤكد أن هناك إرادة لدى الفريق الآخر لزعزعة الوضع خلال الانتخابات، خصوصاً في المناطق المعروف إنتماؤها سلفاً والتي ستصوت لقوى "14 آذار"، وهنا نتكل على الدولة ومؤسساتها وعلى رأسها وزارة الداخلية"، داعياً الأخيرة الى "التصرف بحزم وحكمة لحل ومعالجة اي تشنج يحصل ووأده في مهده وبطريقة مساوية بين الجميع".
وتخوف من تعرض المندوبين في بعض الأقلام إلى عملية قمع معين مادياً أو جسدياً او نفسياً أو حتى تعرض بعض الناخبين الى عمليات مشابهة من أجل ثني الشعب عن التوجه إلى مراكز الإقتراع والادلاء بأصواتهم.
وسأل "لماذا لم تنقل بعض الاقلام وخصوصاً المسيحية من المناطق الحساسة لا سيما في بعبدا؟ خصوصا أن مرشحي قوى "14 آذار" والمستقلين في هذه الدائرة ناشدوا مراراً وتكراراً لنقل هذه الأقلام وهم يتابعون الوضع".
وأشار الى انه "وردنا أن هناك نية ايضاً في زحلة أو إرادة لخلق توتر وزعزعة بعض الاقلام المحسومة لـ"14 آذار"، مؤكداً ان "هذه المحاولات ستبوء بالفشل لأنهم لن يستطيعوا ارهاب المواطنين او ثنيهم عن التصويت لمشروع الدولة والمفاجآت التي يحضرونها ستكون فارغة ولن تفاجئنا لأننا نتحسب لكل الاحتمالات وواثقين ان العملية الديموقراطية ستكمل مسيرتها".
وشدد على ان "المشروع الحقيقي لجماعة "8 آذار" وتحديداً "حزب الله" لخصه تصريح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الأخير، وهذا المشروع يسعى الحزب إليه برعاية ايرانية ويهدف الى محو ثقافة مدن وقرى لبنان وخصوصياتها، وهناك مأزق سنواجهه في البناء والثقافة والهوية اللبنانية إذا فازت "8 آذار" التي تحمل لواء مشروع حزب الله".
واكد ان قوى "14 آذار" "ستلتزم اللعبة الديمقراطية وستكون في عداد المعارضة وستبحث عن طريقة تحافظ فيها على الدولة ومؤسساتها"، متمنياً على "حزب الله بدوره أن يحترم اصول اللعبة الديمقراطية وفي النهاية نحن واثقون من الفوز والخسارة ليست واردة لأن وضعنا جيد جداً مهما قال الاحصائيون وتجار الارقام المحسوبون على قوى 8 آذار".
واعتبر انه "في 7 حزيران سيرفض الشعب اللبناني مشروع "حزب الله" وحلفاءه"، لافتاً الى ان "14 آذار لم تحكم في الأعوام الأربعة الماضية لأنها منعت من ذلك بسبب تعطيل قوى "8 آذار" لمؤسسات الدولة وسلطاتها التنفيذية والتشريعية والقضائية. وكذلك عبر تعطيلها الدورة الاقتصادية ومصادرة الاملاك العامة، خصوصا خلال الاعتصام الشهير في الوسط التجاري والذي باعتراف (الأمين العام لـ"حزب الله" السيد) حسن نصر الله كان خالياً إلا من حراسه".
ورأى انه "عندما أرادت قوى "14 آذار" الحكم استهدف نوابها ووزراؤها وكذلك عمل الحكومة عبر استقالة الوزراء، وهدد أمن البلد عندما اتخذت قراراً فاستبيحت بيروت تحت شعار حماية المقاومة، لذلك لا نستطيع القول أنها حكمت وللتذكير أن سياسة التعطيل التي انتهجتها قوى "8 آذار" كانت بسبب المحكمة الدولية الخاصة بلبنان".
وقال: "الحكومة الحالية تستهدف أيضاً بطريقة ممنهجة ورأينا ما حصل عندما حاولت تعيين أعضاء المجلس الدستوري والتعيينات الإدارية وهذا يدل على سقوط اتفاق الدوحة".
ورأى ان "حزب الله المسلح اقوى من الدولة لذلك سيفرض عليها فكره ومنظومته التي تعتبر ضد الثوابت المسيحية وضد الوجود الحر للمسيحي واللبناني".
وقال: "بكركي ورئاسة الجمهورية والجيش لكل اللبنانيين، والمسيحيون وكل الاحرار لا يستطيعون العيش إلا في ظل دولة قادرة وليس دولة شمولية وإلا سيهرب الأحرار من هذا الوطن، لكننا لن نسمح بمصادرة القرار اللبناني الحر الذي هو قرارنا".
واذ لفت الى ان "هناك انتقادات من جمهور قوى "14 آذار" على قياداته ونحن أول المنتقدين. والجمهور له حق المعاتبة ولكن هذا لا يبرر التحول ضد مبادئ ثورة الأرز"، جزم ان "كل مسيحي في قلبه وروحه ثورة الارز، وهم أعطوا عون في العام 2005 أصواتهم لأنه صور الآخرين خارجين عن ثورة الأرز"، معتبراً ان "السياسة ليست شعارات لذلك استهدفت مسيرتنا لمنعنا من تنفيذ المبادئ التي نزل الشعب اللبناني من أجلها في "14 آذار" 2005".
وتوجه الى الناخبيين بالقول: "نحن مبادؤنا الحرية، لكن في حال فوز "حزب الله" لن يسمح للشعب اللبناني بممارسة الحرية، لذلك عليكم في 7 حزيران أن تقولوا للمرة الأخيرة لا، وخصوصاً لـ"حزب الله" الذي لا يحمل مبادئ الحرية لأنه سلطوي شمولي تهميشي".
وتمنى على "القادة المسيحيين بعد الانتخابات أن يجلسوا مع بعضهم البعض"، وقال:" نحن سنمد يدنا للشباب العوني لأن الموقف المسيحي الموحد سيفرض على "حزب الله" الالتزام بمبادئ الدولة لأن الأخير في الوقت الحالي لا يصغي الى عون لكن عندما نكون موحدين مسيحياً سيتكلم بطريقة مختلفة ويلزم بمشروع الدولة لأنه لن يستطيع فرض مشروعه".
واذ انتقد بشدة الذين هاجموا وتعرضوا للبطريرك الماروني الكاردينال نصر الله صفير منذ اسبوعين واعتبروا كلامه متحيزاً لفريق ضد آخر، استغرب "صمتهم تجاه تصريح نجاد الأخير الذي تدخل فيه بشكل سافر في الشأن اللبناني وصور انتصارهم على أنه تحول للشرق"، مضيفاً: "يا عيب الشوم"!.
وأكد أن "صمت رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وهو الصامت الاكبر، يدل على انه لن يمرر استهداف الجمهورية عبر استهداف رئاستها"، منتقداً "تصريح نصر الله الاخير الذي أكد فيه ان ايران ستسلح الجيش اللبناني في حال فوزهم".
واعتبر ان "الفريق الآخر يحاول وصف الجيش بالمقصر"، متسائلاً "لماذا لم تعط ايران الجيش اسلحة حتى يمارس مهامه في نهر البارد".
اكد النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب اللبنانية الدكتور سليم الصايغ في مقابلة خاصة مع موقع kataeb.org ان الاتهامات التي أطلقها حزب الله ضد الكتائب اللبنانية تبيت نوايا تصعيدية واضحة المعالم ومنهجية الخطى تهدف الى فرض معادلة جديدة في لبنان بكل الطرق حتى غير الديموقراطية .
ورفض الصايغ ان نؤخذ بالوعيد والتهويل وسياسة "اكل الرأس ". لافتًا الى أنه على اركان حزب الله ان يدركوا مرة اخيرة انه لولا التفاف كل الشعب اللبناني في 2006 وما سبقه من حروب، ولولا المقاومة الدبلوماسية التي قمنا فيها لما كان الجنوب ينعم اليوم بالأمن والاستقرار ولما كان حزب الله قد خرج بكرامته من معركته الأخيرة وانتصر لبنان ،كل لبنان "
واضاف:" تعيدنا لغة هؤلاء المسؤولين الى نظرية المؤامرة التي طالما تغنى بها واستعملها في الماضي القادة العرب المفلسين لتعبئة جمهورهم وتغطية عوراتهم ولا اخال حزب الله بحاجة لاعتماد هكذا اسلوب فهو اذا انتصر كما يقول فلا حاجة لديه لسوق مثل هذه الاتهامات التي لا تؤدي الا الى تعميق الشرخ بين اللبنانيين وزيادة التفرقة والانقسام السائدين في البلد ."
ثالثاَ يضيف الصايغ :" ان اعتماد لغة الاتهام هذه تؤشر الى ان لبنان مقسوم بين من هو موافق بطريقة عمياء غير قابلة للنقاش على مواقف حزب الله وبين من هو مشكك بصوابية هذه المواقف ومطالب باحلال السيادة اللبنانية من دون اشراك. ان هذا المنطق المطروح اليوم من قبل حزب الله هو بالنتيجة تقسيم قسري للبنانيين بين أتباع خاضعين وعملاء منبوذين ومخونين" . ويوضح الصايغ "ان حزب الله هو المسؤول الأول عن خلق حال من العدائية تجاهه كنا نفضلها خصومة سياسية راقية حضارية تحترم الاختلاف والرأي الآخر وتقارع الحجة بالحجة ولا تخلط بين مفاهيم المقاومة الشريفة والمعارضة السياسية التقليدية."
رابعا، يتوقف الصايغ عند نقطة خطيرة يعتبرها غاية في الخطورة ويقول :" ان مثل هذه الاتهامات التي تطلق من قبل اعلى مستويات القيادة في حزب الله يدل الى نوايا تصعيدية واضحة المعالم ،ثابتة الخطى ،منهجية التحضير، هادفة الى فرض معادلة جديدة في لبنان بكل الطرق حتى غير الديموقراطية، والا كيف يفسر المبدأ الذي يعتمده اليوم والذي يقول ،من هو ضدي في السياسة يصبح عميلا وملتزما بالمشروع الأميريكي - الاسرائيلي الغربي لضرب المقاومة في لبنان - كما يسمونه. ويؤكد النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب ان تلكؤ حزب الله عن اغتنام فرصة الاستقرار الظرفي الذي امنه اتفاق الدوحة من اجل تنقية الساحة السياسية اللبنانية من كل الشوائب التي تعترض دمج المقاومة الاسلامية في لبنان في النسيج المدني والاجتماعي والمؤسساتي هو السبب في حال التوتر والتخبط التي توصل حزب الله اليوم الى الحائط المسدود."
ويختم الصايغ بالقول :" نحن نريد حوارا جديا ونديا مع حزب الله وهذا لا يكون باعتبار الشريك الآخر في الوطن عدو، ان اتهاماته المتكررة تفضح نواياه المبيتة بأن الدعوة الى الشراكة غير جدية، والدعوة الى الوحدة الوطنية في الحكم صادرة عن غير اقتناع وهذا بالضبط ما كنا نحذر منه ونكرره اليوم، ان حزب الله لا يفهم سوى لغة الانتصار على الآخر فيما نحن ننادي بالانتصار معا لكل لبنان ."
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire