dimanche 23 mars 2014

NewTV (08-06-2009)

د. سليم الصايغ الى تلفزيون "الجديد"          (08-06-2009)

في حلقة خاصة لتقييم نتائج الانتخابات النيابية على شاشة "الجديد" أكد نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية د. سليم الصايغ أن نتائج الانتخابات أظهرت تمسُك المسيحيين بثوابت السيادة والاستقلال مسلطا الضوء على أن الناس لا تصوت إجمالا على أساس "حصاد" السنوات الماضية بقدر ما تصوت للمشروع الذي تطمح له للمستقبل.

ولفت الى أنه مع تقهقر مشروع الدولة في لبنان تبرز ولاءات متعددة فتنحسر مساحة الحرية والديمقراطية، فتصبح الجماعة تمتلك قرارها أكثر مما الفرد يمتلك قراره.
وفي مراجعة للحسابات الانتخابية لفت د. الصايغ الى أن خيارفريق "14 آذار" كان صحيحا في السياسة ولكن أداءه كان خاطئا في الانتخابات، وأنه لولا ذلك لكانت النتائج أيضا أفضل بكثير لصالح 14 آذار في دوائر عديدة. فالخيارات التي طرحها فريق "14 آذار"  بالأساس بقي متمسكا بها ولكنه لم يحسن تظهيرها، فلم يتترجم الأداء السياسي إنتخابيا بشكل كافٍ.

وتساءل هل يُعقَل أن تُشكَل لائحة كسروان قبل 10 ايام من تاريخ الانتخاب؟ فكيف يمكن مواجهة شخصية لها رمزيتها المسيحية مثل العماد عون بشخصيات محلية تجمعها في لائحة قبل بضعة أيام من الانتخاب؟ وفي جبيل كيف كان يمكن مواجهة لائحة متراصة تنطلق من صوت مذهبي معين قبل الانتخابات ب "لا لائحة" تكونت في آخر لحظة فيما الحزب الأول في المنطقة ذو الطابع المسيحي،أي الكتائب، لم يكن مجيشا ولا تم التنسيق بين المرشحين وماكينته الانتخابية؟  
ولاحظ أخطاء من قبل فريق "14 آذار" إن في انتخابات عام 2005 أو في انتخابات 2009 في تظهير موقفها وفي ادائها في الانتخابات، وأنه كان بالإمكان تحقيق نتائج أفضل لو تم تكادركها.

أما عن دور الرئيس في الانتخابات، فقال د. الصايغ "أننا لم نشعر أن الرئيس كان مشاركا في الانتخابات النيابية، وإذا كان لدينا عتب (مع أن ليس لدينا أي عتب على الرئيس)، فهو على أن الرئيس لم يكن أكثر في الواجهة ويطالب بكتلة له. فالرئيس كان مرشحا توافقيا للرئاسة ولكن لبنان لا يمكن أن يُحكم ب"توافقي" إنما برئيس يكون الحَكَم العادل.

وعن دور مناشدة البطريرك صفير بالحفاظ على الهوية والكيان وعروبة لبنان في الانتخابات، قال د. الصايغ أن كلام البطريرك كان حافزا لمن كانوا قد اتخذوا موقفهم ومن كانوا مترددين للتصويت ولا يرون جدوى منه فجاء موقف البطريرك ليدفعهم للمشاركة في الانتخابات. ولكنه لاحظ أن ليس من شأن المطالبة بالدفاع عن عروبة لبنان ما يجلب أصوات المسيحيين بقدر تسليط الضوء على الخطر السوري-الايراني وعلى هوية لبنان وثقافته الأحادية.
وتابع أن البطريرك هو سيدنا الروحي ومرشدنا الوطني وهو فوق الملامة، ولكن في ظل الاصطفافات حول المقدَس حيث يتحدث رجال الدين من سائر الطوائف في السياسة، لا نرى رجل دين مسيحي مرجعي يتحدث بالسياسة، وإذ اعتبر أن بكركي فوق الملامة لفت الى أنه كان بإمكانها أن تحزم أمرها من قبل.
  
أما عن التمويل الانتخابي وشراء الأصوات، فقال أنه تبين أن هنالك تقاليد إنتخابية بغيضة بتوزيع الأموال والخدمات وبيع التذاكر والأصوات مع العلم أن البرنامج الانتخابي للكتائب شدد على آلية مكافحة الفساد. فالنظام القائم تأسس على المحسوبية والزبائنية والطائفية...وربما هنالك أشخاص أوضاعهم اضعف من سواهم يقولون في ذاتهم طالما أن الدولة لم تقدم لنا شيئا والمرشحون لديهم الأموال فلماذا لا يدفعون لنا؟ وهنالك درجة من الانتهازية برزت في أماكن عديدة. فالمال السياسي موجود في لبنان ولا نعتقد أن فرق 8 آذار قصًر في الدفع. كما بات معروفا كيف تم استقدام مغتربين عن طريق مطار سوريا وأتوا الى لبنان بباصات. ولو أتى مغتربون من كل الفئات إلا أنهم لم يغيروا إلا بنتائج المتن الشمالي حيث برهن حزب الطاشناق عن قدرة تعبوية قصوى شكلت الفارق بين اللائحتين، علما أن المشاركة الأرمنية كانت في الانتخابات الفرعية عام 2007 بحوالي 7000 صوت فيما اليوم فاقت ال12000 مع استقدام المغتربين من حزب الطاشناق، فلولا هذا الفارق لكان الفوز الكاسح للائحة 14 آذار ودولة الرئيس المر.   

وذكَر بما قاله الوزير جبران باسيل الذي لم يفُز في البترون بأن "المسيحيين لم يفهموا تغيير الخيار الذي طرحه التيار الوطني الحر" وقد تبين أن ليس هنالك جو انتصار لدى التيار في حين أن الانتخابات حصلت وفق القانون الانتخابي الذي طالبوا هم به وكان لدينا مآخذ عديدة عليه، ومع ذلك كانت النتائج لصالحنا حتى في الدوائر المسيحية حيث كان يعتبر التيار أن هذا القانون "يحررها" مثل الأشرفية وزحلة والبترون والكورة...وقد سقط احد الرموز الأساسية للتيار في البترون، الوزير باسيل، الأمر الذي سيكون له ارتجاجات هامة خاصة أنه في الدورة السابقة كان يُقال أن السقوط ناتج عن أصوات غير البترونيين فيما اليوم كانت البترون دائرة مستقلة. وقد خاضت الكتائب الانتخابات في البترون ليس لإنجاح مرشح كتائبي إنما لفوز خط سياسي، وقد صوت المواطنون البترونيون وعائلة الضابط الشهيد حنا وعائلته...

وبذلك يتضح أن كل طرح المعارضة والتيار الوطني الحر سقط في الانتخابات، فيما "14 آذار" لم تحقق فوزا كاسحا إلا أنها فازت بالانتخابات بأكثرية المقاعد في المجلس النيابي وعليها تحويل هذا الفوز الى انتصار للبنان.
ولفت الى وضع حزب الله ماكينته الانتخابية في خدمة التيار ودخول حزب الله بكامل أجهزته الى انتخابات قضاء زحلة حيث كان مسؤولوه على سبيل المثال، في منطقة المعلقة الشمالية يقفون على مدخل أقلام الاقتراع ويُدخلون هم الناس وقد حصل اشتباك أدى الى جرحى من القوى الأمنية، ومن كانوا يريدون التصويت لغير حزب الله عدلوا عن التصويت، فضلا عن الضغط الأمني والترهيب الفكري وعرقلة دخول المقترعين الى بعض الأقلام واضطرار بعض المندوبين الى ترك الأقلام...جاءت النتائج إيجابية لصالح "14 آذار" في زحلة . وعلى الرغم من هذه الشوائب نجح الجيش في ضبط الأوضاع بطريقة ممتازة تستحق التهاني.

كما نوه د. الصايغ باقتحام عنصر الشباب الندوة البرلمانية في ظل مجتمع شرقي وعقلية تقليدية لا تفسح المجال كثيرا للشباب، مما يشكل تحديا إجتماعيا وثقافيا قبل التحدي السياسي. علما أنه قبل العام 1975 كان هنالك قيادات شابة تصل الى البرلمان (أمين الجميل، بطرس حرب، نجاح واكيم...)ومن الجيد انه كان هنالك عائلات في لبنان خاصة في ظل ضعف الدولة. وذكَر بأن إيلي ماروني ليس من عائلة سياسية ووصل الى الوزارة والندوة البرلمانية، ولكن قلقنا من أن ينتقل الشباب بعد دخول البرلمان الى التقليد. وذكَر أن العائلات لعبت دورا في أماكن معينة  حيث تغيب الدولة وقد تبين أن حتى رافعي شعارات التغيير اضطروا أن يتكئوا على مرجعية عائلية في حياتهم السياسية (مثل الوزير باسيل) .
  
وعن الفرق بين الحصول على أكثرية المجلس النيابي في السنوات الماضية والفوز بها اليوم، هو التأكيد على "المشروعية": فالأكثرية كان لديها الشرعية ولكن ليس المشروعية، إذ كانوا يطعنون بمشروعيتها المتمثلة بالالتفاف الشعبي حولها. أما اليوم فقد تأكد الالتفاف الشعبي حول الأكثرية ولم يعد هنالك في السياسة إمكانية تشكيك أو طعن بالأكثرية، وهذا عامل قوة للبنان.
وشدد د. الصايغ على أن الانتخابات أظهرت خسارة سوريا وإيران وطرح حلفائهم في لبنان. ولم يعد بالإمكان القول أن سوريا اصبحت متمكنة اكثر والأميركيون سيعطونها في المفاوضات لأنها تملك نفوذا أكبر...واساسا كل ما أعطته أميركا لسوريا هو مد اليد للحوار على اساس مبادئ وما هو مطلوب منها لتطبيع علاقاتها مع الخارج. والأجندة الأميركية مع سوريا تتناول الى جانب عدم تدخل سوريا بلبنان إن من خلال النقاط العسكرية الفلسطينية المدعومة منها أو في الانتخابات النيابية، مكافحة الإرهاب، الى السلام مع إسرائيل والوضع في العراق...كما أن الموقف الأميركي واضح بمطالبة سوريا بالالتزام بالقرارات الدولية الخاصة بلبنان من المحكمة الدولية الى القرار 1701.   
  
وختم د. الصايغ بأن نجاح "14 آذار" في الانتخابات هو انتصار للبنان، للاستقرار وللازدهار.
    وبات من الضروري بناء ارضية لحوار لبناني-لبناني جدي وينبغي أن يكون اقتنع حزب الله بضرورة الحوار مع سائر اللبنانيين والجلوس الى طاولة الحوار وتثمير إنجازاته في المقاومة لصالح كل لبنان. كما من الضروري تحويل هذه الانتخابات الى فرصة لانتصار جميع اللبنانيين والتأسيس لمرحلة جديدة. وشدد على ضرورة الشراكة على ثلاثة مستويات: تفعيل دور المجلس النيابي، تفعيل الحوار برئاسة رئيس الجمهورية وإنشاء مجلس الشيوخ، وتشكيل حكومة دون القبول مجددا بالتعطيل إذ حتى لو كان فيها وزراء معارضة فرؤيتنا أن يكون الثلث الضامن بيد رئيس الجمهورية. مع العلم أن برنامج الكتائب كان واضحا في التشديد على تعزيز وتفعيل دور رئيس الجمهورية.   
ولدى سؤاله عن اختيار رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب المقبل، قال د. الصايغ أن القرار الحزبي للكتائب يعود الى المكتب السياسي وأن برأيه إذا كان الشيخ سعد الحريري صاحب أكبر كتلة نيابية فمن الطبيعي أن تتم تسميته إذا كان قابلا بذلك وهذا سيكون مطلبا شعبيا، وأنه سيحصل تشاور بين الحلفاء لاختيار الشخص المناسب ووفق الظروف المناسبة. ولكنه لم يعطِ جوابا بشأن اختيار رئيس مجلس النواب معتبرا أن التحفظ ليس على الرئيس بري إنما على أداء ومنهج ومنهجية. 
_____________________





______________    

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire