حديث نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية د. سليم الصايغ الى شاشة
"الجديد"
12-4-2009
في
حديث الى تلفزيون الجديد وجه نائب رئيس حزب الكتائب د. سليم الصايغ معايدة الى
جميع اللبنانيين في مناسبة عيد الفصح المجيد متمنيا أن تعيش القيادات المسيحية
حقيقة روحانية معاني القيامة المجيدة وعيش رسالة التلاقي والتسامح بعيدا عن
الأنانية الحزبية والذاتية.
التحدي
السياسي:
طرح د.
الصايغ التحدي أمام كل من يدعي التغيير وخاصة منهم حاملي لواء ثورة أرز. فالتغيير هو في صلب القتاعات المسيحية والتغيير
ينبغي أن يحصل: تغيير الذهنية الزبائنية والشخصانية والاستئثار...هنالك تحدي حقيقي
أمام كل السياسيين، المسؤولين والقياديين والمتعاطين بالشأن العام. والتحدي يطاول
أيضا الشباب بألا يكونوا مُقلِدين بل مُبدِعين. فالمواطنون لم يعودوا يجدون أنفسهم
في المشهد السياسي، بل بات ينبغي أن نصالح الناس مع السياسة. إنه تحدي أخلاقي
للتغيير لكل الناطقين بإسم ثورة الأرز كما لكل من يُسمى بجمهور المقاومة اليوم
(علما أننا كنا في طليعة من شقوا طريق المقاومة إزاء الفلسطيني والسوري خلال الحرب
اللبنانية).
وحول
سؤاله عن توقيت طرح هذا التحدي اليوم على عتبة الانتخابات النيابية، ذكًر د.
الصايغ بأن الكتائب لطالما كانت حازمة في مختلف مواقفها وقد كان الشهيد بيار
الجميل أول من تحفظ على البند المتعلق بسلاح المقاومة في البيان الوزاري الأول في
الحكومة التي تشكلت بعد انتخابات عام 2005. وبعد اغتياله لم نعد ممثلين في الحكومة
ومطلعين على الأمور الحاصلة داخلها، لا بل كان لدينا مآخذ على أمور كثيرة ولكنها
لا تصل الى حد فك الارتباط مع حلفائنا، لأن ما يجمعنا يبقى أكبر. والمواجهة اليوم
هي على أمور جوهرية أساسية.
وقت
الحساب:
وتابع
د. الصايغ أنه صحيح أن وقت الحساب يأتي قبل الانتخابات، ومن حق الناس أن تسأل من
كانوا في الحكم عما فعلوا طيلة فترة حكمهم لكنه يستغرب كيف أن نوابا كانوا يرون
كيف أن زملاءهم النواب في الأكثرية مهددين وقابعين في منازلهم فيما هم، والإعلام
المعارِض وقتها، كانوا يتهمونهم بالهروب ولا يتضامنون أقله إنسانيا معهم وهم اليوم
يسألوهم بكل "وقاحة" ماذا حققتم خلال فترة حكمكم؟"، فيما كانوا هم
أنفسهم يعرقلون عمل المؤسسات ويعطلون البلاد ويغطون سياسيا سلسلة الاغتيالات...فهنالك
جرائم حصلت من التفجيرات الى الاغتيالات المباشرة من بيار الجميل الى نصري ماروني
وسليم عاصي، ولا نزال ننتظر التحقيقات والقبض على الفاعلين...اليوم أصبح هنالك
حكومة وحدة وطنية وعليها أن تبت كل هذه الملفات وأن تحسم الدولة أمرها لكي لا يأتي
يوم يعود يحصل فيه استدراج عروض من قبل دولة الوصاية السابقة تقول فيه للمجتمع
الدولي أن لا أحد سواها يمكنه أن يضبط الأوضاع في لبنان.
وعن
موقف بكركي لا سيما في ما يتعلق بالانتخابات، قال أن البطريرك صفير يتحدث بالأسس
والمبادئ، وعندما يحذر من وصول فريق "8 آذار" الى الحكم لا يكون يصطف مع
فريق ضد آخر، إنما هو يقوم بعملية استنتاج بناء على ثوابت وقناعات لديه، وهو الذي
ينظر نظرة وطنية وتاريخية ومستقبلية مجرد من أية حسابات إنتخابية أوسياسية ضيقة.
ملف
الانتخابات:
وفي
الملف الانتخابي، ولدى سؤاله عن صحة حصول استقدام للمغتربين من الخارج للتصويت في
الانتخابات المقبلة، لفت د. الصايغ الى أن جميع الأحزاب تسعى لاستقدام المغتربين
المؤيدين لها الى لبنان للمشاركة في الانتخابات المقبلة، وكل من لديه مغترب في
الخارج يعرف جيدا أن ما من حزب أو تيار لا يعمل لمجيء مؤيديه الى الانتخابات.
أما لدى
سؤاله عن البرنامج الانتخابي، فذكَر أن الكتائب اللبنانية تخوض الانتخابات للمرة
الأولى كحزب بعد اتفاق الطائف، إذ إن الانتخابات الماضية خاضها
"كتائبيون" وليس "حزب الكتائب" ولم يكن وقتها الرئيس الجميل
في بيت الكتائب في الصيفي.
وتابع
أن اليوم وقد أصبحت الكتائب حزب يمكنه أن يلتزم ويلزُم فقد وضع برنامجا
سياسيا-إقتصاديا-إجتماعيا متكاملا. علما أن حزب الكتائب كان قبل العام 1975 في
طليعة من قدم برنامجا سياسيا وانتخابيا وكان الرئيس بيار الجميل المؤسس عند
استقالته من الحكومة للتحضير للترشح الى الانتخابات يقدم جردة عما أنجزه وما لن
يحققه وما يطمح الى تنفيذه لتنتخب الناس على هذا الأساس. كما كانت الكتائب في
طليعة المطالبين بوزارة تصميم وإعداد الكتاب الأبيض وقد أعاد الوزير الشهيد بيار
الجميل إحياء ذلك مع إعداده كتيب "صناعة لشباب لبنان-2010". واليوم
هنالك إعداد للكتاب الأبيض للسياحة. كما أن حزب الكتائب أعد برنامجا متكاملا
للانتخابات يشمل مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويطرح مسار
الحلول التي نتعهد الدفاع عنها في مجلس النواب ومراكز القرار في الدولة اللبنانية.
وشرح
تركيز البرنامج السياسي للكتائب على مبدأ الحياد الإيجابي في السياسة الخارجية
للبنان إنطلاقا من ميثاق 43 الذي يقول أن لبنان لا شرق ولا غرب، لا ممر ولا مقر
للاستعمار. فضلا عن أهمية تحفيز مشاركة الإمرأة في الحياة السياسية والحزبية،
ولطالما شجع حزب الكتائب اللبنانية هذه الخطوة وهو الذي يضم مكتبه السياسي ثلاثة
سيدات من أصل 22 عضوا.
وفي
الملف الانتخابي والترشيحات، أكد د. الصايغ أن معظم الترشيحات باتت واضحة وأن
للكتائب مرشحين ثابتين في المتن (الشيخ سامي الجميل والدكتور إيلي كرامة)، بيروت
(الشيخ نديم الجميل)، عالية (الأستاذ فادي الهبر)، طرابلس (الأستاذ سامر سعادة)،
كسروان (الأستاذ سجعان قزي)، زحلة (الأستاذ إيلي ماروني) ولا يزال التشاور مستمرا
بشأن دائرتي بعلبك-الهرمل وعكار.
ولاحظ
أنه لا يمكن أن يُطلب من الأحزاب أن تقدم الغالي والرخيص في أيام الشدائد
والأزمات، ثم في فترة الانتخابات يقال أن الأحزاب غير جيدة ولنبحث عن مستقلين.
ولفت الى أن الوزير وليد جنبلاط هو بالنتيجة حزبي و"من ساواك بنفسه ما
ظلمك".
أما في
منطقة بعبدا وعما إذا كان اختيار مستقلين هو لتفادي المعركة، قال أنه من الطبيعي
أن تسعى الأحزاب عادة الى ترشيح وإيصال المحازبين فيها الى الندوة البرلمانية،
ولكن الكتائب تعتبر ان المرشحين المستقلين إدمون غاريوس وصلاح حنين لهم قدرة
تمثيلية أثبتتها الدراسات على الأرض في الفترة الأخيرة.
أما عن
لائحة المتن فقال أن الشيخ سامي الجميل هو في طليعة المتابعين بشكل دقيق لهذا
الموضوع، وقد أعلن أن إنتاج اللائحة في المتن أصبح شبه جاهز، وينتظر عملية إخراج
الإعلان عنها.
وعن
التحالف مع دولة الرئيس ميشال المر، أكد أن العلاقة مع الرئيس المر جيدة ونتمنى أن
تؤسس لما بعد الانتخابات خاصة أن الرئيس
المر أثبت التزامه بثوابت أساسية نلتقي معه عليها.
وعن العلاقة
مع التيار الوطني الحر، قال أن لا علاقة حاليا مع التيار الوطني الحر، ولكننا نكرر
بقناعة أن أقصى تمنياتنا هو أن نكون نحن والتيار الوطني الحر وحلفائنا
في لوائح إئتلافية في جميع المناطق. وهذا يتطلب ببساطة الإلتزام بثوابت
التيار الوطني الحر التاريخية والبرنامج الذي على أساسه حظي بثقة الناس عام 2005
والخروج من التناطح بين المسيحيين. ونحن مستعدون أن نساعد التيار الوطني الحر الى
هذه العودة. ولكننا نعرف أن هنالك إرهاب فكري وضبط للأداء. وهو يعرف أننا لو وضعنا
يدنا بيد بعض لتمكنا من تغيير المعادلة السياسية، ولكن هنالك ما يمنع التيار من
ذلك وهذا يطرح قضية التحرر وأخذ القرار في التيار الوطني الحر.
أما عن
منطقة طرابلس، فيقول د. الصايغ أننا لم نتمكن في الدوحة من جلب المقعد الماروني من
طرابلس الى البترون، والكتائب اللبنانية لها وجود أساسي في الشمال، وفي تحالفنا مع
القوات اللبنانية تم ترتيب المقاعد بين البترون وطرابلس وكان أن اتفقنا على ترشح
الكتائب في طرابلس.
وعن
منطقة بيروت، قال أن الاشكالية ليست في كون الوزير أبو جمرا من خارج الأشرفية،
إنما ما أزعج أهالي المنطقة هو أن ترشحه جاء بنتيجة إعطاء أسعد حردان جائزة ترضية
بالترشح في مرجعيون وهو من حزب يفتخر باغتيال الرئيس بشير الجميل.
__________________
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire