حديث نائب رئيس حزب الكتائب
اللبنانية د. سليم الصايغ الى إذاعة الشرق (04-07-2009)
أي علاقة مع سوريا ينبغي ان تمر عبر الدولة
اللبنانية
في حديث الى إذاعة الشرق، لاحظ نائب رئيس
حزب الكتائب اللبنانية د. سليم الصايغ إرتياح المجتمع الدولي لنتائج الانتخابات
النيابية في لبنان إذ اصبح بالإمكان التعامل مع لبنان على أساس نظامه الديمقراطي
ووديناميكية سياسية يأمل من خلالها المجتمع الدولي أن يتم تعزيز السلم الأهلي
وتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي وعزل سلاح حزب الله عن العملية السياسية
الللبنانية. كما رأى ان فرنسا مهتمة جدا بالملف اللبناني الذي هو اساس العلاقة بين
فرنسا وسوريا، فيما الملف الأساسي بين أميركا وسوريا هو ملف العراق. وأكد أن الملف
الللبناني بات مفصولا عن الملفات الأخرى وهو قائم بحد ذاته وليس ملحقا بسائر
الملفات، وهنالك فرصة ذهبية لبناء ديناميكية داخلية معزولة نوعا ما عن التدخلات
الخارجية. فسوريا مهتمة أن تظهر للمجتمع الدولي أنها لا تتدخل بالشؤون اللبنانية،
مع العلم أنها تدخلت في الانتخابات. واليوم سوريا ليست مرتاحة لنتائج الانتخابات، فعندما
يقولون أن ترسيم الحدود هو لمصلحة إسرائيل، والمعسكرات الفلسطينية هي خارجة عن
المخيمات وليس لسوريا علاقة بها..فهذه أجوبة سلبية تطرح علامات إستفهام كبرى حول
اسباب الإيعاز الذي تعطيه سوريا لحلفائها لتجميد الحالة اللبنانية وتأخير تشكيل
الحكومة.
وتساءل د. الصايغ عن اسباب تأخير تشكيل
الحكومة ولفت الى أن النائب سعد الحريري وافق على التكليف بناء على وجود قراءة
لديناميكية معينة وترطيب للأجواء بين سوريا والسعودية يسمح له بتشكيل الحكومة بأفضل
الظروف. أما اليوم فالعقبات التي تُستَحضر غير مقبولة ومعروف من هم وراءها وهي
تتخطى الأطراف الداخليين في لبنان.
ولفت الى أن حزب الكتائب لديه علامات إستفهام
كثيرة حول ما يصدر بالإعلام عن زيارة الشيخ سعد الحريري الى سوريا وتعتبر أن لا
لزوم لهذه الزيارة نظرا للانعكاس السلبي لهكذا زيارة على سيادة لبنان قبل تشكيل
الحكومة لانها توحي وكأن الحكومة تتشكل
على اساس هذه الزيارة في حين أن المطلوب أن تشكل الحكومة في لبنان من ثم توضع
خارطة طريق لتحسين العلاقات اللبناينة-السورية على اساس الندية في التعامل بين
البلدين، خاصة وأن اللبنانيين جددوا ثقتهم في الانتخابات النيابية لقوى 14 آذار
على اساس طرحها وبرنامجها الانتخابي وعلى هذه القوى أن تكون مؤتمنة على هذه
الوكالة.
أما عما يميز الوضع اللبناني اليوم هما
كان عليه في حقبة دخول سوريا الى لبنان أو حقبة إتفاق الطائف، فقال أن الميزة
اليوم هي في تلاقي حالة شعبية بناء على انتخابات نيابية مع قيادات ثورة الأرز على
أساس ثوابت أساسية واضحة للبنانن ولبناء الدولة، بحيث حتى لو أرادت القيادات تغيير
موقفها لأسباب ما فلا يمكنها تخطي إرادة الناس والمضي في قرار فوقي ناتح عن اتفاق
بين قيادات أو حتى بين دول بعيد عن الرأي العام اللبناني.
وذكَر بالثقة التي أعطتها الكتائب
اللبنانية للشيخ سعد الحريري لتشكيل الحكومة نظرا لتأكدها من انه لا يقوم بأي
تسوية ظرفية ليكون مقبولا كرئيس للحكومة إذ هو بالأساس يرأس أكبر كتلة نيابية وهو
بااتالي صانع لرؤساء الحكومة، ولا يمكن أن يأتي رئيس للحكومة لا يكون هو طارحا
لإسمه وليس فقط موافقا عليه.
|
|
وأكد
د. الصايغ على أهمية المصالحة العربية-العربية وعلى ضرورة الحياد الإيجابي للبنان
تجاه المحاور العربية وهذا أساس فلسفة الميثاق اللبناني (لا شرق ولا غرب ولا دخول
في المحاور العربية) إذ كلما كان يدخل لبنان غي لعبة المحاورالعربية كان يتعرض
للتفجير وتُضرَب المعادلة الداخلية فيه.
واعتبر أن أكبر حصانة للمسيحيين في لبنان
هي دولة القانون والميثاق والتعايش ومساحة الحرية؟ وحول الضجة التي أثيرت إثر كلام
النائب سامي الجميل حول النظرة الى السلام مع إسرائيل وكتاب التاريخ...قال د.
الصايغ أنه ربما اعتاد البعض على غياب قوى منظمة وهامة على الساحة المسيحية.
واعتبر د. الصايغ أن الرد هو في موقف الكتائب من القضية الفلسطينية، لقاء المصارحة
والمصالحة الذي قامت به الكتائب العام الماضي واستمرار اللقاءات مع القيادات
الفلسطينية. وذكَر بموقف الكتائب من قضية السلام مع لإسرائيل وهو أن العلاقة مع
إسرائيل يحكمها إتفاق الهدنة (وفق اتفاق الطائف) وأن لبنان عليه ان يكون آخر بلد
عربي يوقع السلام مع إسرائيل، ولفت الى الجولة التي يقوم بها منسق عملية السلام في
الشرق الأوسط ميتشل في المنطقة حيث يتم إستقباله في مختلف البلدان. ولفت الى أنه
لا يمكن بناء مستقبل في غياب كتاب تاريخ في لبنان. وأكد على الاتفاق مع الحزب
الإشتراكي على 99.99% من الثوابت السياسية.
أما في موضوع الملف الإيراني، فاعتبر أن
كل نظام سياسي عندما يُطعَن بمشروعيته يفتح ملفات خارجية لتحويل الأنظار واهتمام
الرأي العام نحوها. وهنا أبدى قلقه من أن تستخدم إيران أي خطر خارجي عليها وعلى
الأمة الإسلامية لإعادة تثبيت نظامها الداخلي وتساءل هل يقبل حزب الله أن يكون
أداة لحماية النظام في إيران على حساب الإستقرار في لبنان؟ وشدد على أن لبنان لا
طالما كان منبرا لكل الآراء والفكر العربي والمطلوب ألا يتحول الى منصة بل يبقى منبرا
لكل الافكار والثقافات. ولفت الى أن حزب الله نفسه لا يمكنه أن يجد مكانا للتعبير
عن أفكاره افضل من لبنان (منه الموقف الذي أخذه تأييدا لنجاد بما فيه ذلك من تدخل
في الشؤون الإيرانية ومن قطع الطريق على اي طرف لبناني آخر في التعاطي بهذا
الموضوع أو إبداء موقف بشأنه).
وعن وحدة موقف قوى "14 آذار"
وأدائها السياسي قال أن أداء قوى "14 آذار" في المفاصل السياسية الكبرى
كان دائما متماسكا ومميزا ولكن أحيانا في تقاسم السلطة وإدارة شؤون البلاد اليومية
يكون أحيانا الأداء وضيعا وليس على قدر ثقة وطموحات الناس به، ولكنه أمل أن تكون "14
آذار" تعلمت من تجربة العام 2005 في هذا الإطار، معتبرا "أنها فرصة تاريخية لأن يبرهن حزب الله أنه
حزب لبناني ولبناني فقط ، فما يجمع اللبنانيين أكثر مما يفرقهم، ولا مشكلة لدينا في فتح اللعبة السياسية الى اقصى
الحدود، فهنالك نقاط عديدة تجمعنا مع حزب الله لاسيما بالنظر الى المخاطر الكبرى
من المخاطر الإسرائيلية الى ملف التوطين، وصولا الى الملفات الإقتصادية-الإجتماعية".
وختم بأن قوى "14 آذار" فاجأت
الجميع بفوزها في الانتخابات النيابية نتيجة تضامنها وتمكنت أن تخلق قيمة مضافة
مشتركة على أساسها. وهنالك خارطة طريق واضحة في العلاقة مع سوريا تتناول ملفات
ترسيم الحدود، المعتقلين في السجون السورية، المعسكرات الفلسطينية خارج المخيمات
في لبنان..وهذه الملفات تبنتها الدولة اللبنانية ورئيس الجمهورية ، من هنا ليس
لقوى "14 آذار" أجندة خاصة تبحثها مع سوريا بل أن رمزية التطبيع مع
سوريا ينبغي أن تقوم على هذه الأسس التي أصبحت من مسؤولية الدولة وأي علاقة مع
سوريا ينبغي أن تمر عبر الدولة اللبنانية.
____________________
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire