(21/03/2009) إذاعة الشرق حديث
نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية د. سليم الصايغ:
السياسة الأميركية في المنطقة:
ردا على سؤال حول النظرة الى تبدل الأداء الأميركي في التعامل مع كل من
سوريا وإيران، شرح نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية د. سليم الصايغ أن هنالك مصالح
للدول هي مصالح دائمة، مقاربتها قد تتغير حسب الظروف. وألأميركيون في حالة مراجعة
شاملة لسياستهم في المنطقة: بالانتقال من سياسة "الاحتواء" مع ايران
وسوريا الى سياسة الربط والتواصل معهما وفق أجندة توضع في الإطار الدبلوماسي. من
هنا إرسال وفد من الإدارة ليتحدثوا الى السوريين ويستمعوا إليهموهذا ما يحصل ايضا
مع إيران.
إلا أننا لسنا قلقون من هذا التغيير في نمط التعامل الأميركي مع سوريا
وإيران لأن الجميع يؤكد أنه لن يكون هنالك مساومة على بلبنان.
وأكد تأييد سياسة الاعتدال المعتمدة مع سوريا وإيران، خاصة مع تموضع اميركا
وأصدقاء لبنان الدوليين وتطلعهم في لبنان لأن تسود الديمقراطية وحقوق الإنسان وأن
يكون لبنان خارج المحاور وليس ساحة لسوريا وإيران...مع التركيز على أولوية
الاستقرار في المنطقة الذي يصب في مصلحة السلم العالمي ويسمح بالتبادل التجاري
والاقتصادي والازدهار.
ولفت الى أن صورة أحمدي نجاد قاتمة دوليا والمراهنة على النتغيرات الداخلية
في ايران لم تظهر نتائجها بعد لأن هنالك ثبات في السياسة الخارجية لإيران (الملف
النووي، التدخل الايراني في الخليج العربي، ملف أفغانستان...). وتركيز ايران في
خطابه على إلغائ إسرائيل يقفل العقل الأميركي المنفتح في حين تعتبر إسرائيل أن
قضية الأمن مسألة مقدسة.
الأمن والاستراتيجية الدفاعية:
في موضوع الأم والاستراتيجية الجفاعية، قال د. الصايغ "لا ندري من أين
تبدأ سياسة الدفاع لحزب الله؟ من جونية؟ من وسط بيروت وقت محاصرة السرايا؟"...
وتابع أنه إذا أراد حزب الله أن يأخذ أي مبادرة في الجنوب يكون في مواجهة الجيش
اللبناني وقوى حفظ السلام والمجتمع اللبناني...معتبرا أنه لا يعتقد أنه في هذا
الوارد إلا إذا كان هنالك رد على حادث ما. فالاستنفار لم يعد قضية جدية، لا أحد
يقبض جدا أن هنالك من يحمي البلد غير الشرعية اللبنانية والجيش اللبناني.
وأشار الى أن السوريون في لبنان لديهم نقاط ارتكاز،وهم يقومون باتصالات
دولية وبدؤوا مفاوضات مع اسرائيل علنا وفي الإعلان. ونحن طلاب سلام ولكننا نرفض أن
نوصف بالخيانة في كل مرو نطالب بها بأمور أساسية لنا: إعادة لبنان الى اتفاق
الهدنة، استعادة مزارع شبعا، معالجة ملف النقاط العسكرية الفلسطينية العشرة التي
تشكل نقاط مسلحة...أميركا تطلب من السوريين كف يدهم عن هذه النقاط ولكن بدون تجاوب
من قبلهم ولا حتى في مجال ضبط الحدود...
الانتخابات النيابية:
نتجه صوب الانتخابات على الرغم من
وجود السلاح والاغتيالات وااترهيب والاعلام الحربي...وهذا الشعب اللبناني الذي
تخطى كل الظروف والضغوط في 14 ىذار وحقق الانتصار السياسي والوطني سيذهب الى
الانتخابات ويصوت بكل حرية...
وذكر بأنه في الانتخابات الفرعية، حصل تفاهكم في بيروت ولم يسمح التفاهم في
المتن، وكأنه المطلوب غير مسوح أن تحصل
مواجهة سنية-شيعية لتفاجي انعكاساتها في المنطقة، ولكن بما أنه المطلوب الاستمرار
في حالة التوتر في لبنان فيمكن إبقاؤه في الساحة المسيحية.
وقال أنه "على الرغم من دعوتنا للتيار الوطني الحر للتلاقي حول مبادئ
بكركي وحديثا مع شرعة العمل السياسي ودعوتنا للمسيحيين بأن لا شيء يحميهم (لا
اتفاقات ولا تفاهمات...) غير الدولة ووحدتهم، لاحظنا استمرار العماد عون بالتصعيد
وتصوير كل معركة بأنها أم المعارك واعتماد التعبئة في وسائل إعلمه باستحضار مشاهد
من الماضي والحروب (التحرير والإلغاء...) التي كان يعيش فيها الشارع المسيحي أحلك
الظروف".
ملاحظا أن استحضار الماضي هو استحضار للغريزة ودليل فشل.
الرسالة الى المسيحيين:
ووجه د. سليم الصايغ رسالة الى المسيحيين داعيا إياهم بتحمل بمسؤوليتهم
الأساسية في اختيار مشروع لبنان المستقبل. واعتبر أنه من الجيد أن يحصل تنافس حول
مشاريع اقتصادية واجتماعية (وقد قدمت الكتائب المنشروع الصناعي للوزير الشهيد بيار
الجميل واليوم لدينا المشروع السياحي للوزير ماروني) ولكن هنالك أيضا صراع كياني.
وتابع أن اليوم على المسيحي أن يصدق ما يقوله البطريرك الذي ليس لديه حسابات صغيرة
وآنية إنما يحمل مواقف وطنية. كما علينا تحصين موقع رئيس الجمهورية.
ولفت الى أن خطاب طمأنة المسيحيين إزاء فوز حزب الله بالاستناد الى ورقة
التفاهم خطير جدا لأنه إهانة للمسيحيين الذين لم يقبلوا ولا مرة أن يكونوا أهل ذمة
ولا يقبلوا ن يكونوا إلا في ذمة الدولة.
وقال "اننا عندما نتحدث عن الحياد الايجابي لسنا وحنا ككتائب من يطالب
به، إنما ورد في شرعة العمل السياسي للكنيسة ويؤيده ويحمله أيضا رئيس
الجمهورية...الحياد هو ما يحمي امسيحيين في لبنان وليس الاستراتيجية الدفاعية التي
طرحها التيار الوطني الحر والتي هي صورة منقحة عن استراتيجية حزب الله والتي تتضمن
تشكيل لجان أمنية في المناطق تأخذ أولادنا الى معسكرات التدريب في مختلف المناطق
بما هو ضد مفاهيمنا وطبيعة شعبن"ا...
وأكد أن لا أحد يمكنه أن يشكل ضمانة دائمة لأي فئة من الشعب اللبناني، إنما
ضمانة الجميع هي الدولة.
وسأل: هل المطلوب أن نبقى نعيش حالة الاستنفار والحرب؟ حق شعبنا ان نقدم له
استراتيجية إستقرار وأن نؤمن له إمكانية العيش بسلام وازدهار وبحبوحة.
مذكرأ "أننا كلنا كنا عونيون عندما كان العماد عون في معركة السيادة
والاستقلال للبنان، ولكن "العونية" اليوم غريبة عن اعماد عون والتيار
الوطني الحر،والمطلوب عودتها الى التيار الوطني".
خيارات الانتخابات وما بعدها:
حدد د. ااصايغ هدف الامنتخابات بعدم انتقال الأكثرية النيابية الى الطرف
الآخر. واعبر عنوان الانتخابات بالنسبة أكبر من السياسة بل هو بمستوى مصير وطن
وتحديد هويته.
وشرح "أننا رفضنا المشاركة بثلث معطل في حال خسرنا الانتخابات ليس
رفضا للمشاركة إنما اقتناعا منا أن الشعب يختار الطرف الذي يريده أن يبحكم وفي حال
اختار سوانا فنحن نكون في المعارضة.
وتابع "أما قانون انتخابات 1960 الذي صَور انه إنجاز للمسيحيين، نرى
تداعياته اليوم هلى التيار الوطني الحر نفسه مع مختلف البازارات التي تحصل في بعض
الأقضية لحسن التمثيل المسيحي فيها. صحيح أن العماد عون لم يعد يخدم حزب الله
وسوريا كما في السابق ولكن لم يتم إنتاج البديل بعد".
أما في موضوع عدد توزع المرشحين فقال، لم يتم حتى الآن البحث بتفاصيل عدد
المرشحين الكتائب، ولكن الكتائب تريد طبعا أن تكون لاعبا أساسيا في البرلمان
ومشاركا فعالا في الحوار الوطني...
واعتبر التصوير بأن بعض المناطق من زحلة وسواها لا تريد الأحزاب المسيحية
فها هي مقولة سورية لتصحير الساحة المسيحية من الأحزابوالبناء على زعامات مناطقية
ليس لديها انتشار في المناطق وإمكانية نسج تحالفات على نطاق الوطن.
وشدد على أن الكتائب بعيدة عن السجال الحاصل حول الانتخابات في المتن وقد
اتخذنا القرار بعدم الدخول في الانتخابيات في الاعلام احتراما للناس وحفاظا على
أخلاقيات العمل السياسي.
الاجتماع الكتائبي مع حزب الكاشناق يدخل في إطار سلسلة اجتماعات لا يزال من
المبكر االحديث عن نتيجتها.
وختم أنه بين 2005 و2009 عادت الأحزاب المسيحية الى الواجهة تيار المستقبل
والحزب الاشتراكي شريكا مسيحيا قويا فمن الضروري الاعتماد على الأحزاب المسيحية مع
الأخذ بعين الاعتبار التواصل مع الشخصيات المستقلة البارزة في المناطق. فنحن لا
نطلب حصة من أحد بل نأخذ حصتنا من الوطن.
____________________
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire