حديث نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية د. سليم الصايغ (إذاعة الشرق –
25-10-2008)
المصالحات لبناء الثقة و"تنفيس" الجو:
قدم نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية د. سليم الصايغ في حديث إذاعي تصورا
مفصلا حول الوضع اللبناني في ظل التطورات على الساحتين المحلية والاقليمية وعلى
عتبة الانتخابات الأميركية.
ومما جاء في حديثه حول الانتخابات الأميركية وتداعياتها على لبنان
والمنطقة:
أن القراءة الهادئة للسياسة الأميركية تؤشر الى أن لا تغيير جزري في
السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط. فإذا تم انتخاب أوباما، فإن مصدر قوته
الأساسي هو في أخذ المبادرة من أجل تسويق السياسة الأميركية الجديدة-القديمة. وقد
يتمتع هنا أوباما بفترة سماح تمتد حتى أواخر الربيع تعطيه المجال في بناء علاقات
مباشرة شخصية مع زعماء المنطقة، ونحن نعرف مدى أهمية العلاقات الشخصية في الشرق مع العلم أن ذلك لن يغير في مضمون
السياسة الأميركية، ولكن قد يغير في الأولويات وطريقة طرح المقاربة الأساس.
في الماضي حصلت مفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل لتطبيق تفاهم نيسان
ولجان مراقبة.
وبالنتيجة الكتائب تطالب اليوم بمفاوضات غير مباشرة ذات طابع تقني ضمن
خارطة طريق تعتمدها الدبلوماسية اللبنانية مع الأمم المتحدة من أجل استرجاع مزارع
شبعا، والكتائب بصدد طرح مبادرة بهذا المعنى بعد الانتهاء من ملف الغجر في أواسط
شهر تشرين الثاني.
ونعتبر أنه إذا أرادت الولايات المتحدة الأميركية مساعدة لبنان، فعليها
مساعدته لاستعادة مزارع شبعا. والمقاربة
المباشرة والأسهل تبدأ بترسيم الحدود من ثم بتسليم المنطقة الى الدولة اللبنانية
أو الى الأمم المتحدة، مع أفضلية أن تستلمها فورا الدولة اللبنانية.
أما على صعيد المنطقة وفي المف النووي: فهنالك مقاربتان:
مقاربة تقول أنه عندما تمتلك إيران القدرة النووية ستصبح أكثر
"مسؤولية" في علاقتها الدولية بحكم منطق الردع النووي وتوازن الرعب .
بحسب هذا المنطق، فإن إيران لا تجرؤ على التهديد بالقوة النووية لأنها ستعرض نفسها
للرد النووي من قبل القوى القادرة.
ومقاربة أخرى، تقول أن الخطر ليس بالقدرة النووية والقنبلة بحد ذاتها، ولكن
بمدى فصل القوة الايرانية عن ايديولوجية الثورة الاسلامية التي بالمبدأ لا تعرف
حدودا ولا تتوقف عند منطق القوة، وبالتالي، عند مبدأ توازن الرعب.
وفي حال امتلاك ايران القنبلة قد تطلب فورا اعتماد منطقة الشرق الأوسط
منطقة منزوعة من السلاح النووي تطبيقا للمعاهدة العالمية لعدم انتشار النووي، فتحرج
اسرائيل ويكبر تأثيرها في الوقت نفسه في العالمين العربي والاسلامي. معيارالفصل
بين هاتين المقاربتين هو معرفة مدى تمكن الاصلاحيين في ايران من التحكم مجددا
بمسار تطور النظام وكذلك امكانية الفصل بين السياسة الداخلية والسياسة الخارجية
الايرانية.
في الوضع اللبناني الداخلي:
يبدو أن المطلوب مناخ مزدوج: مناخ تهدئة خارج الساحة المسيحية وإبقاء
التوتر داخل الصف المسيحي لإبقاء الاحتمالات المستقبلية مفتوحة. ولكن لا أعتقد أن
هنالك خطر فتنة مسيحية-مسيحية في غياب المصالحات لسببين: أولا وعي الناس وثانيا
لإدراك القيادات بضرورة المحافظة عى الاستقرار وعدم نقل الاحتقان الى الشارع.
من جهتها، فقد سبق وقامت الكتائب بمصالحات ثنائية مع كل من المردة والتيار
الوطني الحر.
ويبقى أن المصالحات ضرورية لبناء
الثقة وتنفيس الجو.
لا نقول أن هذه المصالحات تتيح المجال لتحالفات، لأن الخلاف السياسي هو في
الجوهر، إنما تضع شبكة أمان حتى لا ينعكس أي خلاف سياسي على الشارع.
__________________
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire