dimanche 23 mars 2014

Safir (18-07-2007)

"السفير" 18/07/2007

مركز دراسة النزاعات وسبل حلها: قدموس ومحاكاة الواقع
الصايغ: دعوة مفتوحة والطلاب الجامعيون يصيرون مفاوضين
وجد في اسم قدموس أداة للتواصل بين الشرق والغرب، والبحر لم يعد حاجزا، بل وسيلة تواصل، لذلك كان «مركز دراسة النزاعات وسبل حلها- CADMOS، التابع لجامعة باريس ـ سود 11 الذي أسسه ويديره د. سليم الصايغ، المختص في المفاوضات وحل النزاعات، الذي يعمل منذ 14 عاما في منطقة دول البحر المتوسط.

قدموس في الأساطير الاغريقية، هو ابن لملك صور الفينيقي وشقيق اوروبا، الذي اتهم آلهة الحرب اليونانية بخطفها، فسارع الى تخليصها، حاملا معه ورق البردى والحرف، ولذلك يسجل له الفضل في نقل الحرف الى العالم. من هنا يهتم «مركز دراسة النزاعات وسبل حلها» بالعمل من خلال نظريّة مبتكرة على موضوع «الثقافة والأزمات»، أي وقع الثقافة على الأزمات، اذ لا تُعتبر الثقافة مصدراً للنزاعات فقط، بل سبيلاً لحلّها.
فهي، إن صحّ القول، تتيح لطلاّب شهادة الماجستير والجسم التعليمي

 الذي يحيط بهم، تكذيب النظريّة «الهاتشنسونية» عن صدام الحضارات، وبالتالي تشجيع الحوار بين الثقافات، وهذا امر بات ضرورياً في إدارة الأزمات، كما يؤكد الصايغ لـ«السفير»، متابعا أنه في إطار هذه المفاوضات الصوريّة السنويّة، يلعب كلّ طالب دوره كممثّل لدولةٍ من الدول المشاركة في المفاوضات. وينطوي هذا الدور على عدد من المسؤوليّات المهمّة، من بينها الدفاع عن مصالح الدولة التي يمثّلها الطالب وسياستها. وبغية تحقيق هذا الهدف، يتوجّب على كلّ طالب أن يحضّر ملفاً مفصّلاً عن الدولة التي أوكلت إليه مهمّة تمثيلها، ويتمّ الاطلاع على السياسات الداخليّة والخارجيّة لتلك الدولة، بالإضافة إلى سياساتها الدوليّة وسط الفضاء الاوروبي.

هذا العمل برأي الصايغ، من شأنه ان يزيد من واقعيّة هذه المحاكاة، بحيث يدأب الطلاّب على التعاون المباشر والوثيق مع سفارات الدول الممثّلة. حتّى ان البعض لا يكتفي بهذا القدر من التعاون فقط، بل يزور البلد نفسه ليستقي من قيمه وعاداته وأعرافه. وتبدو فاعلية هذا الانخراط الثقافي بيّنة وجليّة خلال المفاوضات النهائية حيث يبدي بعض الطلاّب كأنّ البلد الذي يدافعون عن مصالحه «يلازمهم».

أخر النشاطات التي قام بها المركز، كان في منتصف حزيران الماضي، وتمثل في انعقاد المنتدى الرابع الجامعي الأورومتوسطي للجامعات الأوروبية والمتوسطية بهدف استخلاص المقترحات الملموسة من أجل التعليم العالي والبحث في هذا المجال الجغرافي. فقد اجتمع 90 طالباً من 20 جنسية مختلفة من بينهم طلاب من الجامعة اللبنانية الاميركية، الحكمة ومعاهد أوروبية، ومن مصر، في مكتبة الإسكندرية لمفاوضات نهائيّة كلّلت أشهراً من العمل وشكّلت ذروة هذا الإعداد الثقافي. وهو حدث تحضر له الطلاّب على مدى تسعة أشهر، إن من خلال الأبحاث أو المفاوضات الصوريّة مع المحترفين في هذا المجال. وقد استغرقت تلك الأعمال المكثّفة والنقاشات والمشاورات المحمومة يومين قبل تبنّي النص النهائي لـ«شرعة الإسكندرية»
.
يقول د. الصايغ، أن للمركز نشاطات عدة، ومختلفة في لبنان منها ورشة عمل عقدت في جامعة الحكمة العام 2005 بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي ومشاركة 90 شخصا من المجتمع المدني، يمثلون التوازن الطائفي والمناطقي، تم بنتيجتها اقرار خطة عمل للحكومة، وتبناها الاتحاد الاوروبي، وجرت مناقشتها لاحقا مع حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. وفي اعقاب حرب تموز الأخيرة وجهت الدعوات للهيئات الاقتصادية، كون لبنان لم يكن باستطاعته الايفاء بالتزاماته والاتفاقيات الموقعة معه، فتم اقرار ورقة رفعت الى المجلس الاقتصادي الاجتماعي العربي المنبثق عن الجامعة العربية، فأقرت، وجرى تعديل الروزنامة الزراعية لصالح لبنان، مع فترة سماح للمزارعين، وتسهيلات جمركية و...

ويوضح أن المركز متفق مع برامج عدة في الدراسات العليا في العلاقات الدولية، والطلاب المسجلين في جامعات دول المتوسط، ويتم مواكبة الطلاب في المفاوضات لتفعيل عملهم، كاشفا أنه من بين الطلاب اللبنانيين، مدير عام، جنرال في الجيش، قاض وأخرون من القطاع الخاص
.
وعن عملية اختيار الطلاب يشير الصايغ الى أنها تتم عبر معايير علمية بالاتفاق مع الجامعات التي تدرس مادة العلوم السياسية. ودور المركز اختبار الطالب، كونه سيمثل بلده، وهذه عملية دقيقة، لذلك يخضع الطالب لامتحانات واختبارات نفسية، ومدى معرفته بالغرب. ففي فرنسا حيث المركز الرئيس، هناك اتفاق مع عدد من سفارات دول المتوسط على تسهيل طلبات الطلاب من معلومات وما شابه ذلك. وبعد التأكد من قدرة الطالب، يتم منحه شهادة دبلوم من قبل المفوضية الاوروبية، ومؤسسة أنا ليند للحوار بين الثقافات. ولا يعتبر أن القضية تكمن في حصول الطالب على شهادة، بقدر ما هو توظيف الخبرة في البلد، واستعمال العلم الذي يدرسه.

ويشير الى أن التمويل يكون بحسب الموضوع المطروح، فنصف الكلفة تتحملها مؤسسة أنا ليند للحوار، والنصف الآخر مختلف الجامعات المشاركة مع مركز قدموس. ويوضح أن المركز لا يعمل لصالح المفوضية الاوروبية، إنما بناء على استدراج عروض. لذلك، يتابع «هناك كلفة مادية بسيطة يتحملها الطالب ولا تتجاوز المئة دولار». أما من يحق له المشاركة، فالدعوة مفتوحة يقول د. الصايغ «ندعو الجامعات لمشاركة طلابها في العلاقات الدولية، القانون الدولي أو في العلوم السياسية، بغية اشراك أكبر عدد من الطلاب». ويسجل الصايغ حسا سياسيا أكبر للطلاب اللبنانيين من غيرهم الاوروبيين، خصوصا في مجال الابحاث، بينما الاوروبيون تقنيون جدا، «طلاب الجنوب يعطون نوعا من الحس على التمايز الحضاري والفهم للمعضلات السياسية، بينما طلاب الغرب لا يعرفون ذلك». ويتابع «لدى شباب جنوب المتوسط حس التفاوض والحس السياسي، وهذا ما يميزه عن الآخرين». يمكن للراغبين الاطلاع على موقع المركز على العنوان التالي: www.diplomarc.org 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire